عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الخميس، 29 مايو 2008

على هامش الغربة


( على هامش الغربة )

هذا الحوار أعزائى المستمعين هو حوار خاص جدا مع د. شاندرا أو صديقى حسام صاحب مدونة الملاح الذى جاء إلى الإمارات باحثا عن عمل ، أحاول هنا الغوص داخل أعماقه وتلافيف عقله " الفاضى غالبا " لعلنا نخرج بشيء :
- ما هى أهم أحلامك على الإطلاق ؟
- اهم احلامى علي الاطلاق هما اثنان للاسف وليس واحد ... العمل الكريم والارتباط بمن احب ...
- كيف ترى مصر الآن ؟
- للاسف اري مصر الان كما يقول المثل الانجليزي ... ان البلد ذاهبة الي الكلاب ...
- ما هى نظرتك للشعب المصرى عبر تاريخه ؟ وهل تراه جديرا بحياة أفضل ؟
- الشعب المصري شعب طيب مسالم ... لكنه خنوع ... ورغم خنوعه هذا الا انه هو الباقى و هو الاقوي ... اما كونه جديرا بحياة افضل ام لا فان هذا الامر لا يرتبط بشعب معين ... الامر يرتبط بالعدل و الحاكم ... واذا صلح الحاكم صلحت الرعية ...
- تركت الصيدلة بعد تخرجك منها وسافرت إلى الإمارات باحثا عن عمل فى مجال الكمبيوتر ، ألا تعتقد أنك أهدرت سنوات من عمرك بلا طائل وأنه كان يجب عليك المقاومة من البداية فى سبيل رغباتك ؟
- لم انظر للامر بهذه الصورة علي انني اهدرت سنوات من عمري الا مرة واحدة كنت خلالها ابحث عن العمل ( مازلت ابحث عن عمل ) حين رايت من هم اصغر مني سنا يرتقون مناصب لا استطيع ان احلم بها انا الان ذلك فقط لانهم تخرجوا من كلية الحاسبات والمعلومات لانهم درسوا الكومبيوتر كعلم وتاسسوا فيه وليسو دخلاء كما اصبحت انا الان ... وقتها شعرت ان سنوات اهدرت وضاعت من عمري لكني ابدا لم التفت الي هذه السنوات التي ضاعت لانني لو التفت ورائي لن استطيع ان اري المستقبل امامي ... و المستقبل هو انسانة تتفهمني و تحبني كما احبها وعمل طيب يكفي متطلبات الحياة ... وهكذا الامر ايضا بالنسبة للمقاومة منذ البداية ... صدقني لم اكن استطع ان ارفض بالاسلوب الذي فرض علي به الامر لكنني استطيع الا اتمادي في الخطا بان اغير مسار حياتي واحاول التصحيح ... فهل اسمع دعواتك لي الان بالتوفيق ؟!
- صف لنا إحساسك بالغربة .
- الغربة شعور قاتل بالضياع ... لكن بالمال و الاصدقاء لن تشعر بانك في غربة ... بالعكس ستشعر ان الحال افضل كثيرا من الوطن ...
- فى زمن المادية الطاغية الذى نعيشه ألا زلت ترى للرومانسية مكانا بالقلب والدنيا ؟
- الحب والمشاعر صفة انسانية ... مهما كانت الحياة مادية فان الانسان يجب ان يحافظ علي ركن صغير في قلبه يودعه مشاعره ... وان يحمي هذا الكنز الصغير لانه بدونه لن يشعر انه انسان ... و اذا كان للحب والمشاعر مكان بالقلب فان لهما أيضا مكان بالدنيا ...
- من هو : كاتبك المفضل ، مثلك الأعلى ، فيلمك المفضل ، أغنيتك المفضلة ، الزعيم العربى الذى تحبه ؟
- كاتبي المفضل بلا منازع هو الدكتور احمد خالد توفيق ...
مثلي الاعلي اتمني ان يظل دوما الرسول صلي الله عليه وسلم ...
فيلمي المفضل ؟!!! هذا سؤال صعب جدا لانه تقفز الي ذهني العديد من اسماء الافلام ... اسمح لي بان اقول Spirited Away و Howl's Moving Castle
الزعيم العربي الذي احببته هو جمال عبد الناصر ... بغض النظر عن مساويء عهده او انجازاته ... انه الوحيد الذي شعرت معه بالكرامة رغم انني لم احضر فترة رئاسته ...
- فى أيامنا هذه أصبحت العلاقات الإنسانية مشوهة والصداقة الحقيقية نادرة ، وقد تتعامل مع شخص ما سنوات طويلة وفى لحظة مباغتة تكتشف أنك لم تعرفه .. فهل تظن أن الصداقة عبر الإنترنت قد تكون حقيقية ؟ وكيف يمكنك تشييد جسور علاقة إنسانية كاملة عبر الأسلاك ؟
- كن صريحا و حافظ علي صراحتك تبني علاقات علي اساس سليم ايا كانت وسيلة الاتصال ...
- هل تعترف أنك إنسان خجول ؟ وما هى المواقف التى ندمت فيها على خجلك ؟
- خجول جدا رغم انني اشعر انني وقح !!!
اما بالنسبة للمواقف فلا اذكر موقفا محددا ندمت فيه لكن الخجل الشديد يسبب مواقف محرجة لو شئت الدقة .
- علّق بكلمة واحدة تعبر عن الكلمات التالية : الحب – الغربة – مصر – الحرية – القراءة – الله – إيهاب رضوان .
- الله ... كريم
الحب ... نعمة
الغربة ... امتحان
مصر ... وطني
الحرية ... قيود
القراءة ... حياة
ايهاب رضوان ... روح طيبة
- ما رأيك فى قصة التوت المحروق وهل تستطيع أن تذكر لنا الآن فورا قصة أخرى أفضل منها و علقت بذهنك مثلها ؟
- قصة التوت المحروق قصية جميلة وعميقة لان تاثيرها النفسي يضرب في المشاعر و النفس متوغلا الي الاعماق ... رايي في القصة لن يغير من مكانتها في نفس كاتبها ولا مكانتها الادبية التي نالتها في المسابقات التي اشترك بها الاستاذ ايهاب رضوان ... لكن من حيث التاثر الشخصي فانني تعلقت بقصة قصيرة كتبها الراحل يوسف ادريس في مجموعته القصصية " جمهورية فرحات " لا اذكر اسم القصة للاسف لكن تاثيرها وروحها استقرت فيّ بشدة وهي تحكي عن طفل صغير كما الاطفال يرون ابائهم قادرون علي تلبية كل رغباتهم وتحقيق الخوارق من الامور ... مشكلة هذا الطفل انه يريد ان ياخذ من حافظة نقود والده مل فيتسلل ليلا لياخذ هذا المال لكنه يصاب بالذهول عندما يجد الحافظة خاوية !!! لينطلق بعدها يوسف ادريس في وصفه للاب الذي نكتشف انه عامل بسيط لا يكاد يمتلك قوت يومه ... و نشاهد تحول مشاعر الطفولة لدي الابن الي مشاعر ناضجة و نري كيف يشفق الابن علي ابيه رغم صغر سنه ...
هذه القصة اذكرها منذ قراتها و علقت بذهني ..
* ملحوظة : فشل حسام فى الإجابة المباشرة على السؤال الأخير وطلب مهلة للتفكير، إنه إذن يحاول الإنكار حتما .
--------------------------------------------------
إلى هنا أعزائى المستمعين ينتهى حوارنا الشيق مع صديقنا الملاح الذى أبحر بنا بين أفكاره وخواطره – اللى مالهاش لازمة – وبالطبع نهنئ أنفسنا على هذه الفرصة السعيدة – ويا ريت ما تتكررش تانى – وأوجه عنايتكم أنه قد أجرى معى حوارا أروع فى مدونته الملاح اقرءوه هناك فى مدونة الملاح .

الثلاثاء، 13 مايو 2008

هو منين يودى على فين ؟


( هو منين يودى على فين )

أنعم الله علىّ بذاكرة حديدية فى معظم الأشياء وخاصة فيما يتعلق بالأرقام والكتب ، فأنا على استعداد لحفظ أرقام تليفونات كثيرة جدا وقد أتذكر شكل كتاب قرأته منذ سنوات طويلة وأتذكر مثلا أن مقطعا بعينه أعجبنى يقع فى الجهة اليمنى من الكتاب وأمامه صورة معينة ، بشرط ألا يكون كتابا دراسيا بالطبع ..

لكن ذاكرتى ضعيفة جدا بطريقة مأساوية فى كل ما يتعلق بالأماكن ولا أعرف السبب ، رغم أننى أرتبط بالأماكن عاطفيا بسرعة .. فهل بالمخ فص معين مثلا يختص بتذكر الأماكن ؟ لا شك أن ذلك الفص المزعوم ليس له أى أثر برأسى ..

فى المنصورة مدينتى التى عشت فيها طويلا ، حين أذهب لمكان ما للمرة الأولى أعانى كثيرا لحفظ الطريق ، أكرر لنفسى أن المكان بجوار محل كذا وهذا المحل الكذا بجوار صيدلية كذا والصيدلية بجوار ......... وهكذا تصبح العملية مستحيلة بالنسبة لى وأصبح عادة كطفل صغير وسط أحد الموالد الكبيرة ...

فى العام الثانى من دراستى الجامعية ذهبت مع بعض الأصدقاء لتعزية زميل لنا فى والده ، وبعدها بأيام أردت الذهاب له بمفردى فاتصلت به لأننى أعرف خيبتى الثقيلة ليذكرنى بالمكان فوصفه لى وصفا دقيقا .. وصلت إلى المنطقة ووجدت كشك الكهرباء الذى تحدث عنه ووجدت لافتة الشارع ( عبد الرحيم السقعان ) كما قال ، ذهبت إلى البيت الرابع على اليسار وضربت الجرس :

- أحمد موجود ؟

- مفيش حد هنا اسمه أحمد .. حضرتك عايز أحمد مين ؟

- أحمد عبد القادر .

- آه .. لا حضرتك هو قدام على اليمين . وذهبت حيث أشار :

- أحمد موجود ؟

- أيوة .

- الحمد لله .. قول  له إيهاب لو سمحت .

خرج لى شاب مرحبا سألته عن أحمد فقال مبتسما :

- أنا أحمد .

- آسف .. الظاهر إنى غلطت تانى .. أنا قصدى أحمد عبد القادر .

- أنا أحمد عبد القادر .

انعقد لسانى وقد ظننت أننى فقدت الذاكرة تماما ونسيت شكل زميلى ، ولكن كيف لا يذكرنى هو ؟

- أنا آسف .. أنا قصدى واحد زميلى فى كلية التربية .

- والله العظيم تلاتة أنا أحمد عبد القادر وطالب فى كلية التربية .

- ...................................

-  مالك يا أستاذ ؟

أوشكت على البكاء وأنا أسأله : - طيب أنا زميلى فى قسم الرياضيات إوعى تقول لى إنك رياضيات كمان ؟

- لا أنا إنجليزى .

- أحمدك يا رب .

- حضرتك عايز مين بالظبط ؟

- أنا عايز أى حد يروحنى وخلاص .

- قول لى بس هاساعدك .

واكتشفت الحقيقة المرعبة ، يوجد شارعان يحملان لقب ( السقعان ) وبجوار كل منهما كشك كهرباء وكل منهما به أحمد عبد القادر !! ..

- تعالى أنا هاوصل حضرتك .

- لا يا عم أنا مش ناقص .. يمكن ما يطلعش هو .

والله العظيم هذا كله حدث بدون إضافات ...

لكن الأسوأ دائما قادم ،فهنا فى الإمارات ، كنت العام الماضى أعمل مدرسا فى مدرسة خاصة وكنت مشرفا على أحد الباصات للطلاب وظللت العام كله مسئولا عن الباص ولم أعرف منزلا واحدا من منازل الطلاب يمكننى الوصول إليه بمفردى ، كنت لا أنتبه للطريق أساسا تاركا الأمر للسائق الباكستانى الذى يحفظ المنازل عن ظهر قلب ، وكنت أعتبر هذا العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا ..

وذات يوم بلا ملامح وكان يوم السبت اتصل بى مدير المدرسة للحضور إلى المدرسة لأمر هام فقد كان اليوم إجازة ولما ذهبت قال لى إن سائق الباص سافر إلى باكستان فجأة ومن الغد سيقود الباص سائق جديد وعلىّ أن أدله على منازل الطلاب واحدا واحدا .. شوف الأيام بتخبى للواحد إيه ...

- بتهزر يا أستاذ محمد .. صح ؟

- ليه يا بنى ؟

- عايزنى أنا أدله على أكتر من 30 بيت ؟

- ودى فيها إيه ؟

- يا عم أنا بقالى سنة هنا ويا دوب باعرف بيتى بالعافية وساعات أتوه وأنا رايح الحمّام .

- إيهاب .. بلاش هزار .. من بكره الكلام ده .

- يا دى النهار الكوبيا .. هى الحكاية جد ولا إيه ؟

اضطررت لأن أحكى له عن ذاكرتى المكانية اللعينة وصدقنى الرجل وسألنى عن الحل ، اقترحت عليه أن نتصل بأول طالب نحمله بالباص لينتظرنا فى مكان معين لنأخذه ليدلنا على البيت التالى ، ثم يدلنا الثانى على الثالث وهكذا ..

- يعنى كمان هينتظرك فى مكان .. ما تعرفش بيت ولا واحد ؟

- يعنى لو أعرف هانكر .. فتشنى حتى .

ولما كان الرجل يحبنى وكنت ذراعه اليمنى فى العمل الإدارى وأعمال الكنترول فقد وجد نفسه مضطرا ليتحمل خيبتى والحقيقة أن مشكلة كهذه كانت كفيلة بإنهاء خدمتى من المدرسة فورا ..

انتظرنا الولد - إسماعيل - فى المكان المحدد وقادنا بالفعل إلى المنزل الثانى ، لكن الثانى – محمود – لا يعرف البيت الثالث و إسماعيل راح فى تاسع نومة ونحاول نصحى فيه مافيش فايدة مسلم النمر .. طيب نعمل إيه ؟..

اتصلت بالمدير ليعطينى رقم أصحاب المنزل التالى ، اتصلت بهم وبعد شرح الموقف المتأزم وصفولى البيت .. وصفوا للسائق يعنى .. ومضت الدقائق والساعات كئيبة ما بين الاتصالات بالمدرسة وأولياء الأمور وتبرع أحد أولياء الأمور بالركوب معنا فى الباص ليدلنا على بعض البيوت التى يعرفها .. لازم كان منظرى يقطع القلب .. كان موعد الطابور السابعة والنصف ووصلنا بحمد الله فى الموعد تماما .. فى التاسعة والنصف والله .. كان عدد طلاب الباص جميعا 36 طالبا ، أحضرت منهم فقط 14 طالبا بالتمام والكمال وكان المدير على وشك الاتصال بالشرطة للبحث عنا وكان فى نص هدومه وأولياء الأمور بيتصلوا كل شوية يسألوا الباص ماجاش ليه ؟ .. ولما دخلت عليه بالأربعة عشر طالبا انفجر ضاحكا وهو ينظر فى الساعة : - حمد لله على السلامة يا سبع الفلا .

أمضيت اليوم الدراسى شاردا أفكر فى طريق العودة فقد أحضر أولياء الأمور الآخرين أبناءهم بسياراتهم الخاصة واكتمل العدد 36 ومن المفترض أن أعيدهم إلى منازلهم .. ولأن الله لا ينسى عباده المساكين ففى الرجوع انبرى الطالب العبقرى إسماعيل قائلا إنه سيدلنى على المنازل كلها فهو يعرفها واحدا واحدا لكنه فى الصباح كان نائما .. وسابنا الله يخرب بيته لايصين فى شوارع العين كلها .. شكرا يا سمعة على أى حال ..

ومن يومها أصبح إسماعيل هو المشرف الحقيقى للباص ، يجلس بجوار السائق فى الصباح وفى العودة ليدله على الطريق حتى حفظ السائق الجديد المنازل كلها فى 3 أيام وبالطبع لم أهتم أنا بحفظ أى منزل سوى بيت إسماعيل منقذى الجميل ..

ومرة أخرى كانت أشد سوادا من هذه ، فقد كنا فى القاهرة وفى حى الحسين فى رحلة والناس ياما وفجأة مالقيتش عمر ابنى فى إيدى .. كنا ماشيين فى أمان الله ولقينا واحد ميت على باب الجامع جرينا كلنا عليه وعرفنا إنه خلاص قابل رب كريم وبعدين ندور على عمر ما نلاقيهوش وفين فى الحسين وبالليل كمان .. تذكرت على الفور الأستاذ فرجانى – نور الشريف – وهو يبحث عن الطفلة نسمة فى فيلمه الرائع " آخر الرجال المحترمين " .. و ......

أقول لكم كفاية كدة أنا تعبت ومؤكد إنكم عرفتم إن ذاكرتى المكانية معدومة ، فلا تتعجبوا من سؤالى : هو منين يودى على فين ؟ .

الأحد، 4 مايو 2008

Tetris


Dedicated to my teacher mrs Tracy

Tetris ) short story )
As usual, every night he is alone, in the closed room, with the tetris game. A part of an image was drawn on every piece of the game. He puts the pieces together and when he completes the image successfully, his eyes shine with joy .

As usual, every night he begins assembling the house, putting the pieces over each other and in seconds he assembles it. He smiles. And looks to his departed father’s picture, engraves his image well into his mind, and quickly assembles a man's face that is like his beloved father. He smiles, looks at his mother’s image, who departed during his birth,and with shaking hands tries to assemble the pieces .

He knows he will fail, just like every night, but he tries. He looks at her in hope . Did she get angry because he caused her death? With eyes full of tears he tries again but he fails. Those silly pieces refuse to obey his fingers.
At that moment he feels disappointed, he leaves everything out of his hands and stares no where. He remembers his military officer uncle who took care of him and unconsciously his hand moves to the cheek that received his uncle's harsh slams.

He looks around fearing to be seen. Even playing the Tetris is now forbidden. He tries again to assemble his mother's image with the pieces for more than twenty trials. While he was thinking

deeply about the tetris pieces

the door opened and he looked up in horror.

- Oh god, is it you who always misassemble the image everyday!?

Perplexed he felt, finally he is caught. With the innocence of his six years old age , his son steps forward saying :
- What do you think of it like this dad ?

The six year old child assembled the image in a very short time .
He moved his eyes between his mother’s image and the image that was assembled in seconds by his son then hugs his son and bursts into tears .
Ehab Radwan

السبت، 3 مايو 2008

صديقى الغالى محمد الدسوقى



                                    ابحث مع الشرطة
حبيبى الغالى د. محمد الدسوقى
مشتاق لعينيك مشتاق لك .. مشتاق وانا عمرى ما شفتك ..
أنا عارف إن بطنك هتكركب أول ما تشوف كلامى عنك ، بس اطمن ربنا أمر بالستر .. خلينا بالفصحى أحسن ..
يقول صلى الله عليه وسلم :" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا أرواحا تتآلف مع أرواحنا وتحلق معها عاليا فى سماء المحبة ، أشخاصا نحبهم بكل جوارحنا ونحنُّ إليهم ونفكر بهم على البعد ، وأحد أهم هؤلاء بحياتى هو صديقى العزيز ( د. محمد الدسوقى ) .. عرفته منذ أقل من سنة لكن علاقتى به توطدت كأنه كان رفيق دربى منذ الصغر ، بالفعل أحس أننا لعبنا معا فى الحارات وسهرنا معا فى ليالى الصيف وليالى رمضان ، ضحكنا وبكينا معا وحلُمنا معا طويلا بحياة أفضل وبوطن حقيقى يحتضننا ونحتضنه .. كل هذا وأنا لم أره حتى الآن ..
كنت قد توقفت عن كتابة القصص القصيرة منذ عام 1998 تقريبا ، بعد أن نشرت قصصى فى كبريات المجلات والجرائد المصرية وفزت فى مسابقات عديدة ، ثم انطفأت وأخذتنى الدنيا الموحشة بعيدا ...
وقتها كان محمد يقرأ لى ويتابعنى على البعد بشغف ، ومنذ حوالى عام تقريبا عرفت بطريق الصدفة أن هناك موقعا على الإنترنت يتحدث ويبحث عنى ، دخلت جوجل باحثا باسمى فوجدت مقالا عنى وعن قصتى " التوت المحروق " فى أحد المنتديات وقال الكاتب إن المقال منقول من منتدى آخر لكاتب يدعى محمد الدسوقى .. كان المقال يحتوى على معلومات مدهشة عنى لا يعرفها إلا المقربون ، ويمتدح قصتى الغالية بشكل رائع ويدافع عنى باستماتة لدرجة أن البعض ظن أنه قريبى لأننا نحمل نفس اللقب الدسوقى .. وصلت إلى الموقع الذى به المقال الرئيسى فوجدت التسجيل مغلقا ، بحثت عن اسم محمد الدسوقى فى منتديات أخرى وتركت له رسالة فى أحد المنتديات ، تحدثنا تليفونيا وأعطانى بيانات حسابه لأدخل المنتدى لأرى ما كتبه عنى .. غمرتنى السعادة إذ وجدت الكثيرين يتذكروننى بل ويحفظون قصصا لى ، دخلت المنتدى وعلقت على الآراء وذكرت أننى فلان الذى يبحثون عنه فتسبب دخولى ببياناته فى إيقاف عضويته فى المنتدى وقتا معينا عقابا له وتقبل هذا بصدر رحب .. استطعت أخيرا التسجيل فى المنتدى وشكرت الجميع ومن هنا بدأت أدخل عالم الإنترنت الرحيب والمنتديات الأدبية ونشطت الذاكرة والقلم فعدت أكتب من جديد .. ثم حدثنى محمد عن مسابقة دار ليلى للقصة القصيرة التى اشترك بها ونصحنى بالاشتراك لأن الجائزة نشر كتاب فى معرض الكتاب القادم ، بل لقد أخذ هو قصصى وأرسلها بنفسه قائلا إنه يعرف جيدا أننى مرشح بقوة للمركز الأول الذى يطمح إليه لكنه قدم أعمالى سعيدا ، وكان أن فزت بالمركز الأول ولم يفز هو وحدثنى كأنه الفائز بحق .. توقفت كثيرا عند موقفه هذا .. شعرت بمدى تساميه ونبله اللانهائى وبأن له قلبا ناصع البياض ونفسا كريمة آثرتنى دون معرفة .. من يومها ونحن نتحدث كثيرا على الإنترنت وأصبح لدينا أصدقاء مشتركون وذكريات وحكايات وأحلام حقيقية .. تعجبنا من السرعة التى تعودنا بها على بعضنا البعض كأننا عشنا سويا عمرنا كله ..
أمس كنت أحدثه عن برنامج صوتى يتيح لنا التسجيل المباشر على الكومبيوتر مع التحكم فى المقاطع وإدخال خلفية موسيقية وخلافه ، فطلب منى أن أسجل له قصصه بصوتى الذى هو معجب به ويتصور أننى أصلح مذيعا للنشرة .. " بينى وبينكم سمعه تقيل أصلا " .. المهم .. وافقت فورا وعندما أرسلت له الملف الصوتى وبينما يتم تحميل الملف انهال علىّ بالثناء والمديح بطريقة خيالية وكنت أنا غارقا فى الضحك وهو لا يعرف السبب ، وعندما فتح الملف كاد أن يصاب بالإغماء فقد كان المقلب ساخنا ، إذ أرسلت له الملف معنونا باسم قصته " فى مرايا العمر " لكنه يحتوى قصة لى أنا .. محمد أعترف لقد كنتُ شريرا أكثر من محمود المليجى .. سامحنى ..
سألته أمس متى سنتقابل فقال ضاحكا : بعد 50 سنة ..
قلت : هتكون لابس إيه عشان أعرفك ؟ .. قال : ساعتها هيكون الفقر بلغ بينا لدرجة إننا هنمشى من غير هدوم .. قلت : يا لهوى .. مش هتلبس بامبرز حتى يا محمد ؟ حرام عليك ..
وتخيلته بعد 50 سنة يتكئ على عصا وهو محنى الظهر ويرتدى شورتا قصيرا ويدب بعصاه باحثا عنى وهو يكاد لا يرى أمامه ، وفجأة أظهر أنا ، أقترب منه ، أضع بيده ربع جنيه كاملا وأتركه بلا كلام ..
محمد أنا عارف كده بقيت ولا زكى رستم ، بس ده من حبى والله .. بجد باحبك يا أجمل بنى آدم فى الدنيا .. باحباااااااااك .. ونفسى أمشى فى فرحك قريب وأوعدك ما دمت معجب بصوتى إنى هاغنيلك فى فرحك ، طبعا هتكون أغنية " بطلوا ده واسمعوا ده .. الغراب يا وقعة سودا ......... " وصدقنى هاسجل لك القصة بصوتى وهاحط لك عليها الموسيقى اللى انت عايزها ، بس غالبا هاحط عليها كمان اسمى وأنزلها فى مدونتى ، أصلها حلوة قوى يا حبيب قلبى ..
شكرا يا محمد على كل حاجة وبجد إنت واحد من الناس
اللى بيخلونى أحس إن الدنيا لسة فيها خير .. ربنا يخليك ليا .