رحل عنا - إلى جنة الخلد بإذن الله وفضله - اثنان من الكبار فى يوم واحد .. اثنان من أصحاب الهامات السامقة التى تطول السماء ولا تنحنى ، إنسانان ورجلان بحق فى زمن اختفت فيه الإنسانية واضمحلت الرجولة .. هما الدكتور والمفكر الأديب العالم مصطفى محمود والمفكر القائد والوزير الأسبق أمين هويدى .. وكلاهما ترك بصمته للأبد على جدار قلوب كل المصريين باحترامه وعلمه وحبه للوطن .. أسكنهما الله فسيح جناته ، وهذه - نقلا من موقع اليوم السابع - نبذة بسيطة عنهما :
وقد شيعت جنازة الكاتب الراحل بعد صلاة ظهر اليوم من المسجد الذي أنشأه بحي المهندسين في العاصمة المصرية القاهرة.
ولد مصطفى كمال محمود حسين يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 1921 وتلقى تعليمه الأولي بمدينة طنطا في دلتا مصر، ثم درس الطب في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) لكنه اتجه إلى الكتابة والبحث وألف نحو مائة كتاب ومسرحية في مختلف المجالات الطبية والدينية والفلسفية والاجتماعية.
واشتهر محمود خصوصا بكتبه الدينية والفكرية والفلسفية التي كان من أشهرها "حوار مع صديقي الملحد" و"رحلتي من الشك إلى الإيمان" و"القرآن محاولة لفهم عصري" و"لماذا رفضت الماركسية؟" و"أكذوبة اليسار الإسلامي" و"الإسلام ما هو؟".
كما اشتهر المفكر الراحل، الذي نال في العام 1995 جائزة الدولة التقديرية، بتقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي بعنوان "العلم والإيمان" على شاشة التلفزيون المصري تحدث فيه عن معجزات الله في الكون، ووصل عدد حلقاته إلى الرقم 400 وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وأنشأ الراحل جمعية خيرية تحمل اسم "جمعية محمود" ضمت مسجدا ومستشفى يطلان على ميدان شهير حمل اسمه أيضا في شارع جامعة الدول العربية بالقاهرة، كما واظب لفترة على كتابة مقال أسبوعي بصحيفة الأهرام قبل أن يعتزل الناس بسبب أمراض الشيخوخة.
بالإضافة إلى مجموعاته القصصية، قدمت السينما المصرية أفلاما مأخوذة عن بعض رواياته ومنها فيلم "المستحيل" الذي اختير بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء للنقاد عام 1996.
شيعت بعد صلاة ظهر اليوم السبت جنازة وزير الحربية الأسبق أمين هويدى فى جنازة عسكرية من مسجد القوات المسلحة بامتداد رمسيس.
حضر الجنازة عدد من كبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وتلاميذه وأصدقائه وأسرة الفقيد.
والفقيد من مواليد قرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية فى 22 سبتمبر سنة 1921، وتخرج فى الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك فى ثورة 23 يوليو 1952، وتولى رئاسة المخابرات العامة المصرية ووزارة الحربية أيضا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ليكون الوحيد الذى جمع بين المنصبين.
وحصل الفقيد على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية وماجستير العلوم العسكرية من كلية أركان حرب المصرية وماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان الأمريكية وهى أرقى كلية قيادة يدخلها أجنبى من أبوين غير أمريكيين وماجستير فى الصحافة والترجمة والنشر من جامعة القاهرة.
وتقلد هويدى العديد من المناصب المهمة من بينها مدرس فى الكلية العسكرية وأستاذ فى كلية الأركان ورئيس قسم الخطط فى العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة وقد وضع خطة الدفاع عن بورسعيد وخطة الدفاع عن القاهرة فى حرب 56.
وكان نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة قبل 1967 ثم تولى رئاسة الجهاز بعد هزيمة 67.
وكان الفقيد مستشارا للرئيس عبد الناصر للشئون السياسية، ثم سفيرا فى المغرب وبغداد، وتولى منصب وزير الإرشاد القومى ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء ثم وزيرا للحربية ورئيسا للمخابرات العامة فى نفس الوقت.