عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

السبت، 11 أكتوبر 2008

( لماذا فعلتُ ذلك ) قصة قصيرة


( لماذا فعلتُ  ذلك ) قصة قصيرة

" مهداة للصديق العزيز المبدع حسن أرابيسك "

ما إن دخلت المستشفى حتى انقبض قلبي كعادته ؛ جو المستشفيات الكئيب يحطم أعصابي والروائح الطبية النفاذة تتجاوز أنفي رغم أنني أكتم أنفاسي بشدة حتى أكاد أختنق .. الممرضة حين سألتها عنه أجابتني بسرعة وهي تدفع مريضا شاحبا نحو غرفة الإعدام أو العمليات كما يدعون ..

 عقلي يرفض دائما تصور أن يستطيع إنسان شق البطون ونزع الأشلاء دون أن تهتز له شعرة .. حمدت الله حين وجدته لا يزال حيا وسط كل هؤلاء الجزارين الذين تصيبني ملابسهم البيضاء بالغثيان حين أتصور أنها كانت حتما ملطخة بالدماء في وقت ما ..

دمعت عيناي عندما قاتل باستماتة ليرفع لي يده .. شددت عليها برفق ، ثم فجأة ودون وعي مني أو منه فعلت ما فعلت ...

اشتعل عقلي بالذهول والاستنكار واختنقت الكلمات فوق لساني وبدأ السؤال يطن برأسي .. لماذا فعلت ذلك ؟ ..

حين كنت طفلا صغيرا اعتدت أن أرى جدي يمد يده ببساطة لأولاد عمي فيقبلونها واحدا بعد آخر بتلقائية من اعتاد الأمر ، بينما كنت أقف دائما خارج الطابور .. ولم أقبل يد أحد قط حتى هذا الصباح .. جلست صامتا لحظات وهو ينظر لي بشبه اعتذار عن شيء لم يفعله ، ثم بدأنا نتحدث .. وبعد أن استعدنا الأيام الخوالى وذكرنى كعادته بأننى كنت دائما تلميذه النجيب ، استأذنت منصرفا واكتفى هو بنظرة امتنان عميقة ولم يرفع لى يده كأنه يخشى أن يذكرنى بما فعلت .. إلا أن السؤال لا يزال يطن برأسى : لماذا فعلت ذلك ؟ .  

هناك 14 تعليقًا:

حسن ارابيسك يقول...

الأخ الكريم القاص المبدع/إيهاب رضوان
الله...الله
على إحساس وعقلية القاص اليقظة المبدعة حينما تلتقط لحظة بعينها
فلا تغفل عنها ولا تجعلها تمر مرور الكرام، فتستوقفها لتصنع منها أدباً جميلاً قصة قصيرة تحمل كلماتها القليلة والبسيطة كينونة الخلق في بعده الإنساني بين العبد وربه وبين العبد والعبد في إنشودةالعلاقات الانسانية ولحنها الجميل داخل هذا الحدث أو بالأصح تلك اللحظة" عطااااء.. وفااااء"
مثل أي جملة موسيقية حينما تكتمل يكون الجمال موجوداً
أيضا في العلاقات الإنسانية فحينما يكتمل الوصل يكون الجمال موجوداً في كل المحسوسات والمرئيات
والشئ المهم ان اللحظة لاتنتهي بمرورها بل تشع داخلنا وعلينا تحيطنا بحالة من الرضاحتى وإن لم نكن أطراف فيها..ألسنا جميعاً على محك البعد الإنساني
الحقيقة أن عبقرية سردك للحظة خاطفة
جاءت لم تتوقف عند عبرت مع الزمن أو حتى عرجت بنا لزمن أخر لكن الجميل في النص أن اللحظة عبرت ولكن المعنى لم يعبر بل توقف أمامنا وبنا ولنا أبدعت حينما أخبرتنا أن الاحداث تعبر وتمر ولكن المعاني لا تمر بل تقف وتثبت لتؤطرنا داخلها تنساب إلى كينونتنا التي خلقنا عليها
هذا الأدب القيم إن دل إنما يدل أن الأعمال العظيمة ليست بعدد الصفحات وبالأحداث الجسام بل هي باللحظة التي تحتوي على شئ حقيقي وثري
لذلك ان شاء الله لي قصيدة بعنوان اللحظة في البوست القادم
سيدي الفاضل شكراً لتفضلك السريع بتلبية رجائي في إمتاعنا بقصة قصيرة
وكان لي نفس الرجاء عند د محمد الدسوقي الذي أمتعتنا بأداءك المتميز في إلقاء قصته الجميلة مرايا العمر
كل الشكر والتحية
حسن أرابيسك

Ana يقول...

والله لا أدرى ماذا أقول ردا على تعليقك الأشبه بسيمفونية جميلة فكلماتك العذبة كلمات فنان ذى حس راق .. صديقى الغالى فى انتظار قصيدتك ورجاء لا تتغيب عنى هنا فتواجدك يجعل للكلمات معنى وللحروف رونقا .. خالص امتنانى .

كـــيــــــــارا يقول...

اولا ميرسي اوي لكلام حضرتك لي علي المدونه

ثانيا بجد ابدعت في القصه

ندخل في قصه

انك تبوس ايد حد ده مش زل الشخص عملها تقدير للشخص الاخر

هناك فرق بين بوسه الذلب لمصلحه ما وانك تبوس ايد امك او تقدر معلم جليل تعلمت منه الكثير والكثير

كمان الاطباء مش بالتصور اللي في القصه

Ana يقول...

شكرا كيارا .. هذا ليس رأيى فى الأطباء بل هو رأى بطل القصة وهو يتماشى مع جو القصة والمؤثرات التى جعلته يفعل ما فعل .

محمد فاروق الشاذلى يقول...

أستاذ / إيهاب رضوان
القصة ممتازة جداً، واعتقد أن مدرسينا الآن فقدوا أهليتهم لتقبيل اليد فليس منهم مدرس استطاع أن يغير وجهة نظرك فى الحياة إلى الأفضل أو يمنح العلم لوجه الله وحده.

غير معرف يقول...

لاتزال كلماتك رصينة .. تتراص فى ثقة على الورق لتصنع ابداعا فى كل مرة

انت هذا ياأيهاب .. دون مجاملة

عودة الى الموضوع .. فإنى أرى فارقا كبيرا بين الاحترام والحب .. والتذلل

حينما ننحنى على يد رئيس أو أجنبى .. أو أى انسان لنا عنده مصلحة أو خوفا منه .. فهذا هو التذلل

أما أن ننحنى لنقبل يد أبينا أو أمنا أو حتى جدنا .. فهو تعبير عن الامتنان والحب لهم .. ولاتنسى انها رحمة أيضا لهم .. واخفض لهم جناح الذل من الرحمة

واخيرا .. فان الاستاذ والد ..

أبدعت صديقى كعادتك .. وامتعتنى .. كعادتك أيضا

Ana يقول...

الصديق / قلب مصرى ..
شكرا لتعليقك وبوصفى معلما فأؤكد لك أن بعض المعلمين لا يزالون بخير رغم الجو الموبوء الذى يعملون به ورغم كل الضغوط التى يتعرضون لها ، من المؤكد أن نسبتهم انخفضت كثيرا ولكن بنفس المقدار الذى تدنى به كل شيء فى حياتنا ، فالظلام يكاد يعم ولكن لا تزال هناك نقاط مضيئة حتما .. تحياتى لك .

Ana يقول...

الصديق / شريف ..
تغمرنى بفيض ثنائك الكريم ..
الحقيقة أن نظرتى لتقبيل يد الوالدين والعلماء مثلا كنظرتك تماما ولكننى فى القصة ذكرت موقفا حقيقيا مع جدى الذى لم أكن أحبه بالفعل وهذا هو السبب ، بعكس جدى لوالدتى مثلا فليس لدى مانع لتقبيل يديه وقدميه ولكننا لم نتعود فى الصغر على ذلك .. رحم الله الجميع وغمر قلوبنا بالحب جميعا .. خالص امتنانى .

Unknown يقول...

ساعات فيه ناس بتتصرف بمشاعرها دون ات تقيد نفسها بالعقلانيات و تفضل تسال نفسها ليه انا عملت كده
لكن اجمل ما فى هذه القصة انك مش عارف ليه انت عملت كده

حسن ارابيسك مدون و زميل عزيز علينا كلنا و يستحق الف اهداء طبعا
:)

تحياتى

Ana يقول...

الأخت عاليا حليم
منورة المدونة وأرجو ألا ينقطع النور أبدا .. حسن أرابيسك فنان وإنسان رقيق ، تحياتى الحارة لكما معا .

امل يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
بين الحين والحين اعود لتصفح المدونة وقراءة المزيد من الابداعات لا أذكر هل سبق لي التعليق من قبل أم لا لكن ما دفعني للتعليق الآن قراءتي لذكريات لقاءك بالدكتور نبيل فاروق ومعرفتي بأنك صاحب تلك القصص التي فازت معه في كوكتيل أجمل شيء أن تعثر عن احد قرأت له منذ زمن وأن تجده قد نجح حقا وانتشرت ابداعاته فأشعر الآن وكأني قابلتك على صفحات كوكتيل منذ...من السنين والآن اعود لأقابلك في هذا العالم الجميل عالم التدوين وفقك الله دوما وأسمعنا عنك كل خير
كل الإحترام والتقدير والامنيات بالمزيد من الإبداع والتألق

Ana يقول...

الأخت أمل
خالص امتنانى لتواجدك وتعليقك الرقيق وأرجو أن تشرفينى دوما .

ياسمين نعمان يقول...

السلام عليكم .. قصة جميلة ..
و لماذاالتساؤل لماذا فعلت ما فعلت .. فكفى به سببا أنه فعل بتلقائية، ليس ابتغاء لتقدير أو مكافأة ما .. نابع من مشاعر خالصة و ليس بدافع الذل أو المصلحة ..
و أنا متفقة مع حضرتك في ردك على قلب مصري أن هناك و لله الحمد معلمين و معلمات كثر يأخذون بأيدينا في هذا الزمن الصعب و يستحقون منا حتما الإمتنان و العرفان بالجميل

Ana يقول...

ياسمين نعمان
مرحبا بك دوما.. المعلمون الأكفاء بالفعل يعدون أنبياء هذا العصر الموحش والمعايش لواقعهم المرير المحيط بهم يعرف جيدا مقدرا الضغوط التى يتعرضون لها ومع ذلك فلا يزال البعض منهم يفعل ما يمليه عليه ضميره ..
تحياتى لك .