عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

( ست الحزن ) ( ذكريات مسلسلة )( الجزء 4 - فاصل ونعود )


( ست الحزن ) ( الجزء 4 – فاصل ونعود )

دخل الربيع يضحك لقانى حزين

نده الربيع على اسمى لم قلت مين

حط الربيع أزهاره جنبى وراح

وايش تعمل الأزهار للميتين عجبى .

فكرت فى تجاهل هذه الفترة قبل عودة ست الحزن للظهور ، لكن الفترة طويلة لمدة أربع أو خمس سنوات وكانت حافلة بالأحداث ، صحيح أن هذه الأحداث ستخرج بنا عن الموضوع قليلا لكنها ستعطيكم فكرة ضرورية لتفهم مواقفى القادمة ...

قلت إننى بعد زواجها رغما عن أهلها ترسخ لدىّ شعور بأنها لم تحبنى حبا حقيقيا ولابد أننى تعمدت ترسيخ هذا الشعور بداخلى لأستطيع المضى فى حياتى .. كنت أتذكرها كثرا جدا بالطبع وأحكى وأتناقش مع البعض وكنت فى كل مرة أنهى الكلام بتأكيدى على النسيان وأنها أصبحت ماضيا مؤلما .. الغريب أننى كنت دوما أشعر أنها ماض جميل أيضا رغم كل الحزن و لا أعرف لماذا ..

تسلمت العمل فى المطرية فى فبراير 1997 والتى تبعد كثيرا جدا عن المنصورة ، فى البداية سافرت وزملائى لمدة أسبوع ثم أدركنا استحالة استمرار تحمل المشقة اليومية فقررنا جميعا السكن هناك ..

بتنا عدة ليال فى مسجد نادى المعلمين حتى تم إعداد غرفة لنا على سطح نادى المعلمين وأقمنا فيها ستة مدرسين من دفعتى .. لا .. مش سايبين الشقة كلها وقاعدين فى أوضة .. هو السكن حجرة واحدة ..

وأمامنا حجرة أخرى يقيم فيها أربع مدرسين قدامى .. أقمنا فيها عاما كاملا وفى النهاية أشفقت علينا الإدارة التعليمية جزاها الله خيرا ، فسحبت منا الحجرة لتحويلها قاعة فيديو لرواد النادى من الشباب الصّيع .. عفوا .. وأصبحنا فى الشارع .. المشكلة كانت أن أهل المطرية الكرام جزاهم الله خيرا أيضا يرفضون تأجير السكن لشباب أغراب عزاب مثلنا .. قدت ثورة أنا وأحد زملائى عند وكيل الوزارة والمحافظ وانتهت الثورة المباركة بقرار من المحافظ بمنحنا شقتين فى عمارة تابعة للإدارة التعليمية .. الشقتان كانتا مهجورتين من 10 سنوات وبعد مجهود جبار ونفقات لا بأس بها استطعنا إعادة الكهرباء وخلق دورة مياه من العدم ، بعد إقامتنا فيهما لأكثر من أسبوع بلا كهرباء ولا دورة مياة وكنا نستعمل الشموع ودورة مياه محطة الأتوبيس .. والله هذا حدث عام 1998 تقريبا وليس فى العشرينات من القرن الماضى .. بسبب الثورة الميمونة اكتسبت كثيرا من العداوات داخل الإدارة بالطبع ، بالإضافة لعدة مشاكل مع أولياء الأمور - صيادون وقهوجية وتجار غالبا مع احترامى لهم ولكن وسيلة الحوار مأساة - فتم التحقيق معى مثلا أكثر من 10 مرات من الإدارة ومكتب وكيل الوزارة ومكتب الوزير شخصيا ، كنت مدرسا ناجحا ولا أزال بحكم الجميع لكننى كنت ولا أزال أيضا عنيدا جدا .. وقد قضيت عامى الأخير هناك فى قرية العصافرة وقضيت هناك عاما دراسيا جميلا حقا ..

" بناتى النجيبات وزملائى الأعزاء فى العصافرة "


رغم كل مشاكل العمل كنا لا نكف عن الضحك وذكرياتى ( يا مطرية يا ) هنا بالمدونة خير دليل على ذلك .. كانت زوجتى واسمها الحركى دخل الربيع زميلتى ، قضيت عاما كاملا معها فى المدرسة دون أدنى انتباه منى .. مش قصدى حاجة يمكن من نظرى الضعيف والله .. وفى رحلة مدرسية تبادلنا كلمات قليلة وبعدها طلبت منى بعض شرائط الكاسيت وهكذا لا نعرف من جرّ قدم الآخر .. فى أول لقاء بيننا عند زميلة مشتركة قلت لها إننى لا أحبها .. إحم .. لم تخطئوا القراءة .. فقد كان مجرد إعجاب تمنيت أن يتحول حبا مع الارتباط الرسمى هكذا قلت لها من اللقاء الأول ..

كان رصيدى من المال صفرا ولى أخ أكبر لم يتزوج والعائلة لم تكن قادرة على مساعدتى تقريبا ، لذا فقد قوبلت بعاصفة من الرفض العائلى وبعد محاولات مضنية مع أبى وأمى وافقا على قراءة الفاتحة مع ضرورة توضيح الظروف لعائلة دخل الربيع .. أثناء عودتنا فى الطريق بعد قراءة الفاتحة قالت أمى جزاها الله خيرا بالمرة ، إن قلبها ليس مستريحا وأنها لا توافق على هذا الزواج وأمّن والدى على قولها بعد قراءة الفاتحة بساعات .. لماذا .. لا أعرف ولا هم يعرفون .. مجرد إحساس .. والحقيقة أننى أصبت بداء الحساسية الجلدية من موضوع الإحساس هذا .. العجيب أن الأمر تحول لإصرار غير مفهوم منهم وتساءلت لماذا لم يتحججوا بأى شيء قبل قراءة الفاتحة .. لا لا لأ .. يعنى نكدب ما هو الإحساس ده جه متأخر . .

ولما كانت مسألة الإحساس هذه متضخمة عندى من تجربة ست الحزن فقد رفضت بالطبع الاستجابة لإحساس غير مبرر وقلت هذا الكلام فقيل لى ما معناه أنهم لن يأتوا معى بعد الآن وسيعلنون رفضهم .. حكيت كل شيء لدخل الربيع وقلت إن الموضوع لا يمسها هى أو عائلتها مطلقا ولكن فى الغالب هو خوف من عدم مناسبة الظروف المادية ، تكرم والدها بمنحى فرصة لتسوية أوضاعى مع المدعى العام الاشتراكى العائلى وانتهت المهلة بالفشل ، سألت دخل الربيع هل أشعل فتيل الحرب وأنا مطمئن أننا معا مهما كانت التوابع فقالت نعم .. بدأت مشاجرات عاصفة مع العائلة وتدخل كثيرون أقارب وأصدقاء ومن بينهم د . عمر .. فشلت جميع المساعى الحميدة لفض الاشتباك ووضعت الحرب أوزارها بإعلانى الاستقلال وتركت المنزل نهائيا ..

إن هذه الفترة من أسوأ فترات حياتى على الإطلاق ومهما حكيت لن أصف لكم الضغط النفسى الهائل الذى كنت أتعرض له من جميع الجهات والمأساة أننى كنت أقاوم وأنا لا أعرف السبب الحقيقى للمشكلة تماما كما حدث مع ست الحزن ولعل هذا كان أحد دوافع إصرارى على الاستمرار .. أقمت أسبوعا عند محمود صالح فى منزله وكانت الدراسة على وشك البدء فسافرت إلى المطرية وأقمت هناك بمفردى أسبوعين قبل بداية العام الدراسى وكان قاسيا جدا علىّ أن أقيم بمفردى وبرغبتى فى الشقة التى لم نكن نحبها فأصبحت هى مأواى الوحيد .. أذكر أن محمود زارنى هناك فى المنفى مرة لتشجيعى ، وبعض الأقارب لمحاولة إقناعى بالعودة ..

بمرور الوقت وتعنت العائلة المستمر اضطر والدها لفسخ الاتفاق واعتبر الأمر منتهيا .. قالت هى إنها لا تزال معى .. كانت المشاكل قد صنعت بيننا جسرا قويا وجعلت كلا منا ملجأ للآخر وكنت قادرا على احتوائها بشكل مذهل كما قالت وأصبح لدينا تاريخا من الذكريات وشعرت عندئذ أن حبنا أصبح حقيقيا .. ويبدو أنها شعرت نفس شعورى أيضا فتفضلت بالتخلى عنى فى أسوأ مرحلة هى الأخرى ، جزى الله الجميع خيرا عنى .. قالت إنها لم تعد تستطيع التحمل ويئست .. كنت أعرف أنها أحبتنى بل وانبهرت بشخصيتى بلا مبالغة ولكننى تساءلت لماذا قالت إنها ستكمل للنهاية إذن مهما كانت العواقب ؟ .. كنت خاسرا الدنيا كلها وقتها وتساءلت عن كم الصراصير المستقرة حتما فى رؤوس بنات حواء .. فهل كُتب علىّ أن تقول كل واحدة إنها تحبنى ولكنها لا تستطيع تحمل المشاكل من أجل هذا الحب .. وتساءلت هل أخطأت أنا عندما تركت ست الحزن تفعل بنفسها ما فعلت ؟ وهل أكرر الخطأ وأترك دخل الربيع أيضا فريسة لليأس .. أخذتنى الشهامة والمثالية - من بختى ال ... الأبيض طبعا - وقلت لا .. وظللت أحاول بشتى الطرق إقناعها بالمواصلة .. أصبت فى هذه الفترة بارتفاع ضغط الدم وأنا دون الثلاثين من عمرى وكوّن الحزن جدارا سميكا على القلب المنهك .. أعترف بالفعل أننى فقدت الكثير جدا من رومانسيتى ومشاعرى المرهفة ، لا زلت قادرا على العناد والإصرار ولكن بقلب مجهد للغاية ..

المهم .. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج .. فبعد معارك هائلة مع العائلة ومناوشات مع دخل الربيع نفسها التى حاربت من أجلها ، هبطت الهداية الإلهية على قلوب والدى ووالدتى وبدأت الأمور فى طريقها للنقاش والحل .. هذه الفترة حوالى عام ونصف كامل من المشاكل المتواصلة وأخيرا استجابوا ووافقوا على الخطبة من جديد .. تمت الخطبة بدبلتين طبعا وبدأت شد الحزام لتكويم النفس وكنا نريد فقط مجرد الزواج فأعاننا الله وتزوجنا فى العصافرة بعدها بعام آخر ، ثم انتقلنا للمنصورة بعد الزواج بعام أيضا .. المشاكل العائلية تبخرت كأنها لم تكن وأصبحت دخل الربيع واحدة من العائلة بالنسبة للجميع ورزقنى الله بعمر وباسل وسافرت إلى الإمارات بعد رحلة كفاح تستحق مدونة كاملة للحكى عنها ، المهم توتة توتة فرغت الحدوتة بنهاية سعيدة مستقرة والحمد لله ، ولكن هناك فاصل هام جدا فى منتصف الحكاية بعد استقرار الخطبة تماما وتهيئة كل ظروف الزواج فعندئذ عادت ست الحزن .. لا تخافوا .. أنا لم أفسد الحكاية عليكم أبدا .. تتساءلون وأى جديد سيحدث إذن ؟ سيحدث الكثير جدا .. نعم ستكونون على علم بالنهاية من جانبى على الأقل ولكنكم ستفكرون كثيرا جدا وستتعجبون ألف مرة وستبكون بحرارة .. استعدوا إذن للحفل الختامى الرهيب .. افتحوا آذانكم وعيونكم .. أصحاب القلوب المرهفة يمتنعون .. والبنات يستعيرون عشرات من علب المناديل الإضافية لتجفيف السيول المنهمرة حزنا .. والجميع مطالبون بالفهم ومحاولة إفهامى ما لم أفهمه وما لن تفهموه .. هلموا يا رفاق لتذوقوا طعم الحزن الحقيقى بين يدى آسرتى الخالدة ست الحزن .

( البحر لا ينسى ولكنه لا يبوح )

لعلك لا تذكرين الفتى ..

ولا أين كان اللقاء وكيف .. ومنذ متى

لعلك لست بباخعة نفسك اليوم

شوقا إليه

ولست بمسندة رأسك الآن

ألْفا على كتفيه

ولست بسائلة عنه كل صديق

ولكنه البحر تعبره ألف جائحة كل حين

وما زال يحفظ أسراره فى قرار مكين

فلا تفزعى حين تلتقيان مصادفة فى طريق

تديرين وجهك

ثم تغوصين وسط الزحام

وللبحر مليون مليون عين

ولكنه لم يشأ مرة

أن يسائل أى سفين لأين ؟

فممن إذن تتخفين يا حلوة كالنعام

وواهمة كالنعام ؟

أيا حلوة كالنعام

وواهمة كالنعام

تظنين أنك أصبحت أخرى

لأنك صرت ذات لثام ؟

له الله ذاك الفتى

له الله من قابع فوق شط الجروح

تجد ليال عليه

وأخرى تروح

ولكنه صامتُُ .. لا يبوحْ .

هناك تعليقان (2):

nody يقول...

مدونه حضرتك حلوه جدا
واسلوب حضرتك راقى ومهذب بجد
واولادك عثل والله
ربنا يخليهم لك
تحياتى

Ana يقول...

شكرا نودى وسعيد بتواجدك وأرجو أن تشرفينى دوما .