عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

( شهادة وفاة ) ( قصة قصيرة )


( شهادة وفاة ) ( قصة قصيرة )

ليتها ما نظرت له بإشفاق هكذا حين سألته عن نوع الأشعة فأجابها باقتضاب : " على المخ " .. شعر أنه أحمق حين وضع أمامها المبلغ المطلوب .. أيدفع هذا المبلغ الضخم ليتسلم بيده شهادة وفاته بعد دقائق ؟.. جلس وهو يتمنى ألا يحين دوره أبدا .. لحظات ورآها تومئ برأسها نحوه وهى تحدث الممرض الذى اقترب منه ليعلنه بأن دوره قد جاء .. حاول عبثا أن يقنعهم أن بإمكانه الانتظار حتى النهاية .. الحجرة كانت شاحبة كالقبر والجهاز الأسطوانى الأسود الطويل الذى دفعه الممرض بداخله كالتابوت الذى سيضم جسده قريبا ..

نظر إلى الممرض بتساؤل حين وجده يقيد قدميه وصدره بالأحزمة ، فأجابه : مجرد روتين .. سأله الممرض : أليس معك أحد ؟.. ولما أجابه بالنفى أعاد سؤاله : أليس معك أحد على الإطلاق ؟.. سوف يتألم إذن كما تحدثه مخاوفه .. إحدى الممرضات تملأ محقنا كبيرا بسائل ما .. سوف ينقض الممرض عليه الآن بينما تدفع هى بالسائل المخدر فى عروقه وبعدها ....

أخيرا بعد أن تركوه وحيدا بدأت الأضواء تتتابع فوق رأسه ووجهه ، فحبس دموعه جيدا حتى لا تلتقطها صور الأشعة .. دقائق وخرج قابضا على شهادة وفاته بأصابعه المرتعشة...

" الأعمار بيد الله " .. هكذا سيجيبه الطبيب حين يسأله عما تبقى له من العمر .. سوف يحاول الطبيب التهرب من الإجابة ، لكنه سوف يلح عليه حتى يخبره .. ثلاثة أو خمسة شهور .. سنة على الأكثر .. فى الأفلام القديمة دائما تكون المدة قصيرة هكذا .. أحس بحاجته إلى المشى .. ما يمزقه الآن أن عليه الانتظار حتى الغد ليسمع حكم الإعدام من طبيبه الخاص .. التقرير مكتوب بالإنجليزية لكنه يستطيع فك طلاسمه لو حاول ..

منعته عيناه المليئتان بالدموع من متابعة الكلمات ، فاكتفى بالتحديق فى الصور السوداء .. لم يتصور أبدا أن مخه بكل هذه البشاعة .. خيل إليه أن الناس جميعا ينظرون إليه بإشفاق .. ترى هل ستنظر هى أيضا إليه بنفس الإشفاق القاتل ؟.. حزنه كله تحول إلى مقت لهذه الأوراق اللعينة فى يده .. أطبق يده عليها بقوة وحقد وحين بدأت الأوراق تلسعه كالجمر ، خطر له ذلك الخاطر الشيطانى ..

قذف بالتقرير والصور السوداء إلى الهواء فأحس أنه عاد حرا طليقا وأن اسمه لا يزال مقيدا فى سجل الأحياء .

هناك 13 تعليقًا:

محمد فاروق الشاذلى يقول...

ما شاء الله يا أستاذ إيهاب
معنى رائع فعلا، لايجب أن يكون الإنسان أسير مخاوفه، يجب أن يقبل على الحياة بصدر مملوء بالأمل.
الحديث الشريف يقول (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)

تقبل تحياتى

محمد الكمالي يقول...

لغة الموت واحدة ولكننا نتناساها ،
إنه العمل من أجل الآخرة ، لعل دقائق حياتنا لا تستوعب الكثير من الأعمال ولكن تنظيم هذه الدقائق هو الحياة

استاذي الكريم قصة مشوقة
ولقد سعدت بمروري عبر هذه المدونة وخاصة أنني أحب القصص والأدب

دعـاء عـلى يقول...

الأعمار بيد الله وحده
و أجمل حاجه هنا هى الأمل (:
قصه جميله جدا

احمد أبو العلا يقول...

قصة جميلة احييك واتمنى لك مزيد من الابداع وادعوك لزيارة مدونتى (واو)
تحياتى

كـــيــــــــارا يقول...

تحفففففه بجد

وتصوير واسلوب خلاني متعايشاها

الله عليك

دمت مبدع:)

Ana يقول...

الأصدقاء : دعاء على .. محمد الكمالى .. قلب مصرى .. أحمد أبو العلا .. كيارا :
دمتم بخير ودام تشريفكم لى ، خالص امتنانى لكلماتكم الرقيقة .

امل يقول...

السلام عليكم
قصة جميلة ومشوقة بس مكنتش متوقعه النهاية كده كنت متخيله انه هيطلع مقلب وطبيبه هيقوله انت سليم ههههه
تقبل مروري

Unknown يقول...

بتمس حاجة فى القلب و الموسيقى معبرة جدا عن الموقف

Ana يقول...

الصديقتان أمل و عاليا حليم ..
ما يمس القلب دوما هو تواجدكما ومروركما الكريم .

حسن ارابيسك يقول...

كعادتك ياصديقي العزيز
فأنت لاتملك غير الإبداع
دائماً الإبداع حاضر لديك داخلك في بداياته ثم عابراً بين يديك لتصنع منه كائناً أدبياً كامل بنيانه روحه في فكرته زينته في نهاياته
أحيانا تكون المعرفة والحقيقة المباشرة تشكل صدمة لمن يسعى وراءها وعندما يصبح قاب قوسين أو أدنى يمتلكه خوف التغيير من حال إلى حال بعد الوقوف على حقيقة المعرفة التي قد تصدم واقعه فنجده ربما يحاول عدم الآقتراب منها والكشف عنها في عريها الأخير أو طمسها ويفضل واقعاً عاش عليه من قبل فلذلك يختلق الوهم على الإقتراب من الحقيقة وهذا على فكرة يحدث على مستوى العلوم والديانات وثقافات محتلفة وأشكال الموروث المختلفة التي تجد لها سلفيين ومحدثيين
وفي محور قصتك الجميلة التي بين إيدينا اليوميوجد هذا النموذج بالفعل ويوجد نموذج أخر لايخشى الحقيقة ولايستسلم لها ويكمل حياته بكل حب وكأنه يعيش امداً طويلاً ويمكن ده حصل بالفعل لشخصيات مشهورة في عالمنا تغلبت على أمراض خطيرة وفتاكه وهذا النموذج هو برأي الأفضل
ولكن بطلنا هنا الفارق لديه أختار أن يحيا بطريقته سواء كان يود المعرفة من عدمها إذن فالمعرفة لديه تحصيل حاصل بل كما أشرت حضرتك أنها ستصبح بالنسبه لها إثبات حالة وهو مالا يرضاه
هناك من يفضلون أن يأتي الموت لهم على غفلة ودون مقدمات له من أمراض على سبيل المثال لذلك كان من نعمه علينا المولى عز وجل أنه اخفى علينا وقت أجلنا وهو أعلم بعباده في حكمته في إخفاء ساعة افتراق الروح عن الجسد
صديقي العزيز سعدت بقصتك التي تدفع بنا إلى أن نحب الحياه ونحياها حتى ولو كان الأجل قريب لأن اليوم الذي يذهب عنا في ناموس الإله لايرجع مرة أخرى أبداً
وهل كنت أتفق أنا معك حينما ذكرت في قصتي عروسة خشب في نهايتها عند إحتضارها أنها لم تنعم بالحرية في حياتها إلا بدقائق قليلة ولكنها بعمرها كله
إذن العمر وكما أشرت حضرتك بطريقة غير مباشرة أن العمر بالأيام التي نعيشها صح وليس بالعمر المقيد في شهادة الميلاد من وقت ميلادنا إلى لحظة الوفاة
صديقي العزيز جاءت صوتك العذب في غلقاء القصيدة كالعادة كماء رقراق عذب مبدع في شكل وطريقة الأداء المميز
تحياتي
ودمت مبدعاً إنسانياً
حسن أرابيسك

غير معرف يقول...

الفنان والصديق العزيز أرابيسك
كعادتك أنت أيضا تغمرنى بفيض كلماتك التى لم يعد يجدى معها سوى الصمت البليغ .

شيماء النمر يقول...

تحياتي لتلك اللقطة السريعة بكل معانيها

غير معرف يقول...

السلام عليكم
القصه جميله جدا وكتير جدا من الناس بيربطو حياتهم وسعادتهم وشقائهم باقوال الاطباء وما اسهل التكهن على الاطباء
وما اصعب تحقيقه او تصديقه
الاعمار بيد الله والاطباء وسيله للشفاء ورسالتعم اسعاد البشريه وتخفيف المها
تحياتى
ايمان سامى