عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

( شقاوة ) قصة قصيرة



 ) شقاوة )  قصة قصيرة       

كانت تحسبنى نائماً بينما أنا أراقبها باهتمام .. قلقة هى عليه ، تنظر إلى الساعة كل بضعة دقائق .. تثق بأنه تعمد التأخر حتى هذا الوقت ليعتصرها القلق .. تنهض من الفراش لتتشاغل بأى شيء .. تحضر ألبوم صور الزفاف وتقلب الصور فى شرود .. لماذا تركته يخرج غاضباً إذن ما دامت قلقة عليه هكذا ؟! .. تنظر إلىّ فى سخط وكأننى السبب .. حقاً منذ مجيئى وهما كثيرا الشجار ولكن ما ذنبى ... حين تسمعه يفتح الباب الخارجى تلقى بالألبوم مسرعة وتطفئ النور وتستلقى بجوارى على الفراش .. تقبلنى قبلة سريعة وتحكم الغطاء حولى قبل أن تغطى رأسها تماماً متظاهرة بالنوم .. الخبيثة !! ..

 يفتح هو باب الغرفة ويضئ النور وحين يجدها نائمة يغلق الباب بعنف ، لكنها لا تتحرك .. يخلع ملابسه فى صمت ويلقى بها فى كل مكان .. الأحمق !! .. صدق أنها نائمة .. يجلس ويفتح الراديو .. يريدها أن تستيقظ .. فى عناد طفولى يرفع صوت الراديو ثم يغنى بصوته الأجش ..

أحس بها بجوارى تكتم ضحكاتها .. بعد دقائق ييأس من إيقاظها فيغلق الراديو ويطفئ النور بعد أن يقبلنى هو الآخر ..

فى محاولة أخيرة يرتمى على الفراش بعنف ويسعل بلا داع ، لكنها أصرت على تجاهله .. خطر لى أن أتركهما يعذبان نفسيهما بعنادهما الأحمق ، لكن قبلاتهما التى لم ينمح أثرها بعد ، جعلتنى أبدأ فى تنفيذ خطتى فوراً ...

 بدأت فدفعت الغطاء عنى تماماً .. فى تلقائية تلامست أيديهما وهما يعيدان إحكام الغطاء حولى .. هذه هى الخطوة الأولى .. عرف كل منهما أن الآخر لا يزال مستيقظاً .. فجأة ودون سابق إنذار رفعت صوتى باكياً .. كالمعتاد تمتم هو بألفاظ غاضبة مبهمة ، بينما نهضت هى ودفعت فى فمى زجاجة اللبن الصناعى .. لفظتها بالطبع مستمراً فى البكاء وبشكل هستيرى هذه المرة .. أخيراً يتحدثان .. تصرّ هى أننى أعانى من مغص حاد ، بينما يقسم هو أن درجة حرارتى مرتفعة .. تعاونا فى سكب الأدوية بفمى بسخاء شديد ، وتبادلا حملى وهدهدتى واتصل بينهما الحديث ، لكننى لم أصمت مباشرة حتى لا تنكشف اللعبة .. وحين هدأت كان صوتى قد بح تماماً ، بينما كانا هما فى حالة انسجام قصوى.

- تمت - إيهاب رضوان ( 1995 ) ( نشرت بمجلة إبداع )

 

هناك 4 تعليقات:

إيما يقول...

جميلة جدا يا أ. إيهاب
شكرا علي الابتسامة و الدقائق الجميلة التي منحتني إياها شقاوة بطلك الصغير :)
وكل سنة وأنت طيب رمضان كريم :)

Ana يقول...

شكرا إيما
الله أكرم وأعاده الله علينا جميعا بكل الخير .

Dr. Chandra يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

جميلة جدا تلك الرؤية من منظور طفل رضيع... وجميلة جدا هي مشاعر الحب والهجر والتجاهل المتبادلة بين الزوجين...
رغم التظاهر بالتجاهل الا ان مشاعر الحب اقوي ...

Ana يقول...

شكرا يا شاندرا وربنا يشندرك كمان وكمان ، أصله من قلة الأسامى ..