عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الثلاثاء، 3 مايو 2011

ست الحزن ودخل الشتا في جريدة القاهرة


نشر هذا الموضوع في جريدة القاهرة 3/5/2011 :

دخل الشتا .. المدونة التى تحولت إلى بيت دافىء .
إبراهيم محمد حمزة

صاحب هذه المدونة اديب مصرى يعمل بالتدريس ، يعيش منذ سنوات بدولة الإمارات ، له كتاب جميل بعنوان "ست الحزن .. ذكريات الضحك والبكاء " وله مجموعة قصصية بعنوان " التوت المحروق " إنه الأديب إيهاب رضوان .. أما المدونة فهى "دخل الشتا " فلنستعرضها فى عز الصيف :
ـ الساخر السرى :
كتابات إيهاب على المدونة أول ما يميزها سخريته البديعة الرشيقة ، لكنه لا يقول أنه يكتب أدبا ساخرا ، وهذه إحدى الفضائل ، فى آخر تدويناته حول الثورة يقول مثلا (- سيارات الشرطة تدهس الثوار وتفرقهم بالقنابل وطلقات الرصاص المطاطي والحي ورشاشات المياة ، حتى أثناء الصلاة .. المارة في الشارع وعلى الكوبري لم يهرولوا مبتعدين ولكن انضموا بسرعة لصفوف المصلين الأولى ليحظوا بأكبر كم من المياة والغازات المسيلة للدموع .. علمنا فيما بعد أن بعض المنضمين لهم في الصلاة كانوا مسيحيين وحتى البنات انضممن بشعورهن المكشوفة للصلاة في مشهد تاريخي .. بعدها في الصلوات الأضخم أيام الجمعة شاهدت المسيحيين ينتشرون بين صفوف المسلمين لتوصيل أصوات التكبيرات للصفوف الخلفية .. الله يجحمك يا حكومة .. أمال فين التعصب والاضطهاد الديني يا ولاد ال ...... الكنائس كلها كانت بلا حماية لمدة 18 يوما ولم تصب بسوء .. اللعنة إذن على كل الإعلام الكاذب المفتعل .. هو الرصاص كان رصاص حيّ بجد ؟ .. أمال ليه الناس ما كانتش بتجري منه ؟! والقنابل قنابل بجد ؟ .. أمال ازاي الناس كانت بتمسكها من غير خوف وتحدفها على الشرطة تانى ؟! .. على رأي إسماعيل ياسين : ما تكونشي شاكلايطة ؟! .. لقد انزاحت كل عهود الخوف يا رجال .. آن لكل رموز الظلم والجبن أن ترتعد وتتمنى الموت ."
ـ فى مسألة التدوين :
فى 23 فبراير 2008 أي منذ 3 سنوات ، بدأ " إيهاب رضوان " مدونته "دخل الشتا " كان يتوضأ بماء الشعر الندى ، خاصة صلاح جاهين ، بل اختار عنوان المدونة من مدخل رباعيته الشهيرة " دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت " وحينما تمد قدميك لتدخل بيمينك هذه المدونة التى حولها صاحبها إلى بيت حقيقى ،على اليسار ستدخل مكانا بعنوان " تلغراف " تكتب تعليقاتك له فيها ، وتجد مدونات مختارة بعناية لتدخلها ، تدهشك أيضا براعته فى استخدام برامج الفيديو والفلاش ، حيث يطالعك ألبوم يحمل لقطات تعرض متوالية تلقائيا لطفليه عمر وباسل ، مع تعليقات كاشفة عن روح صاحبنا ، كصورة لطفله بجوار كمية بطاطس هائلة فى متجر وجوارها تعليق "هو إحنا بنشترى غيرها " ولكن بجوار هذه الروح ، سيتلقاك صوت على الحجار مؤلما محزنا ممتعا وهو يتغنى عبر ملف صوتى ينطلق تلقائيا مع فتح المدونة يتغنى بقوله " يا لولا دقة إيديكي ما انطرق بابي / طول عمرى عارى البدن وإنتى جلبابى / ياللى سهرت الليالى يونسك صوتى / متونسة بحس مين يا مصر فى غيابى "
ثم نجد تسجيلات صويتة لصاحب المدونة يقرأ فيها بعض قصصه ، وقصص زملائه ، وبجوارها مجموعة بديعة من المختارات الغنائية الراقية لفيروز والحجار ومارسيل خليفة وحليم وأنغام وماجدة الرومى ومنير وقنديل وعبد الوهاب وسعاد محمد إلخ ...
طريقة "إيهاب رضوان " فى عمله تؤكد أنه يدون بمنطق العمل الصحفى ، فبعد أن يكتب عن الثورة ، يجمع ما قيل عنها فى كل مكان فى العالم ، ويجمع عدد كبير من لقطات الفيديو ، المرتبطة بالموضوع ، ولذلك حظيت المدونة بحلقة خاصة عنها فى برنامج " أنت تسأل والكمبيوتر يجيب " ووضعها فى ملف صوتى ، وقام بتحميلها على "يوتيوب " ، سألته عمن علمه التدوين ، فأجاب بأنه " لا أحد مطلقا سوى البحث المضني عن كل صغيرة وكبيرة في الإنترنت وقد اكتسبت خلال ذلك خبرة لا بأس بها في الكمبيوتر وعالم الصوتيات والفيديو وما شابه"
وقد نشرت "القاهرة " تحقيقا عن مدونات الأدباء ، وتحدث إيهاب عن تجربته ، ووضعت صورته فى التحقيق وعليها اسم أديبنا الكبير إبراهيم جاد الله ، فنشر هو الخبر فى المدونة وتعليق طريف جدا يقول " نشرت جريدة القاهرة فى 20 يناير 2009 موضوعا عن مدونات الأدباء ، ذكرت فيه مدونتى... .. ونشرت صورتى ضمن الموضوع ولكن لسوء الحظ الذى تعودت عليه كتبوا على الصورة اسما غير اسمى بطريق الخطأ وقد أرجعت ذلك إلى طلعتى البهية ووجهى السينمائى الذى طمعوا فيه" .
ـ بيت العيلة والذكريات :
هذه إحدى ميزات هذه المدونة ، إنها سجل لتاريخ صاحبها ، لكنه استطاع أن يحول ذكرياته لمادة أدبية رشيقة ومقروءة ، ثم تحمست إحدى دور النشر وطبعت محتوى المدونة فى كتاب بعنوان " ست الحزن .. ذكريات الضحك والبكاء " عام 2010م وقد وجد ردود فعل طيبة ..
المدونة تحتوى – حتى هذه اللحظة على 91 موضوعا ، تحمل بتعبيره - ( ذكرياتي ومشاعري وأفكاري وفضفضتي وثرثرتي اللامعقولة عبر الورق والكيبورد ..
علاقتي بها يمكنني تلخيصها كالآتي هل تعرف إحساسك عندما تضيق بالدنيا .. العمل والجيران والأصدقاء والزوجة وحتى الأطفال قرة عينك ، فتغلق على نفسك بابا دون كل الناس وتجلس وحيدا لائذا بنفسك مستمتعا بوحدتك لكنك لفرط دهشتك تطالع ما كتبته ، فتضبط نفسك متلبسا بالكتابة عن كل هؤلاء الذين هربت منهم فتعرف أنك دوما تعشق الهروب إليهم .. إلى ذكرياتك الحزينة والسعيدة على السواء .. )
يحكى لك مثلا عن فترة عمله مدرسا بمدينة المطرية دقهلية التى تقع فى حضن بحيرة المنزلة ، بلد سيد حجاب وزكريا الحجاوى ، يقول مثلا " وسعت الحكومة ووزارة التربية والتعليم سبابا ، حين جاء تعيينى مدرسا للرياضيات بمدينة المطرية بالدقهلية على بحيرة المنزلة .. حيث تبعد 80 كم عن المنصورة مما اضطرنى للإقامة هناك خمس سنوات كاملة"
ثم يبدأ شريط ذكريات عذب يقول فيه عن أحد زملائه " عماد السعيد " :
- عارفين يا ولاد إيه أجمل حاجة فى الدنيا .. النوم .. ترتاح وتنسى همومك وتريح الناس منك هذه كانت فلسفته فى الحياة وكان يتمتع بمقدرة فائقة على النوم فى أى لحظة ويظل نائما حتى يوم القيامة العصر ، لو تركناه نائما .. كنت فى الحمّام ونادى علىّ : - إلحق يا إيهاب رامى عاوزك على الباب .خرجت مسرعا وطبعا لم أجد رامى - أحب تلاميذى إلى قلبى - فبدأت معه تبادل المقالب ولما أردت إسكاته أغلقت الحجرة بالمفتاح مساء وحرمته من النوم وهذا أشنع عقاب بالنسبة له .
هذه المدونة التى حملت ثقافة رفيعة لصاحبها ، مع قدرات تدوينية عالية شكلا ومضمونا ، وعدد زيارات شديد الضخامة ، وتفاعل يومى متميز ، أقول له : متى ستترك التدوين يا إيهاب ؟ فيرد قائلا : يوم القيامة العصر .

هناك 5 تعليقات:

ميادة رشاد يقول...

دق الهاتف فرحا معلنا رسالة ...ما إن فتحتها وعلمت أنها منك حتى طار قلبى فرحا...وطربت أكثر حين قرأتها ...عدت متلهفة لاشترى الجريدة ...لم أتمكن من قراءتها فى الشارع فعدت مسرعة الخطى للمنزل ...أخذت أقلب سريعا حتى وقعت عينى عليها ...لايمكن أن أصف كم فرحت حين قرأتها ...كم أنت رائع أستاذى ...رائع أصلا أن تدخل فى حياة أى شخص ..لتصبح أنت وحياتك وأعمالك مصدر سعادة لكل من حولك ...سعيدة بك ..وأشكرك لأنك صديقى ..وأشكرك لأنك فى حياتى ببساطة لأنك مصدر سعادة لى وبالطبع لكل من حولك...وأتوسم لك المزيد من النجاح ...كل دعواتى لك بالتوفيق وأن تسعدنى دوما بأخبارك وبأنك دوما تتذكرنى لتعلمنى بها....... ميادة

غير معرف يقول...

إنت يا عم إيهاب
مساء الورد
حقيقة أسعد ما أنشره فى أى صحيفة هو ما يمس أصحابى ، وإيهاب واحد من أقرب وأجمل وأظرف من تقابلهم فى حياتك ، طبعا شهادتى فى إيهاب غير مقبولة ، هى مجروحة لأنىى - مش عارف ليه - باحبك جدا
زى ما الواحد يكون بيشرب سجاير أو بانجو ، عارف الضرر بس برضه بيحبه ههههههههههه
مساء الورد أبا عمر ، هى المحبة أدامها الله عليك وعلى أحبابك
أخوك إبراهيم حمزة

Ana يقول...

الله الله .. الكلام ده كبير .. ده بجد ولا إيه ؟! ..
ما أجمل أن تكون تعليقات الأحبة هي الأولى ..
ميادة الإنسانة الجميلة التي تذكرني بي أيام الشباب والبراءة .. التي تخلع عليّ دوما ما أنا دونه .. فقط لأنها جميلة فهي ترى الوجود جميلا ..
وإبراهيم حمزة صديقي القريب البعيد الذي لم أقابله سوى مرات معدودة لبضع دقائق كل مرةولكنه يظل على البعد يغمرني بفرط محبته وفيض كرمه وإنسانيته الراقية ..
رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. فكم جميل أن يحبك أناس على البعد .. جميل بدرجة كافية لتغمض عينيك الآن براحة بال وسكينة لا نهائية .. لتنااااااام ملء جفونك .

روضة يقول...

كفاية تواضع يا أستاذ ايهاب فانت تستحق احترامنا قبل حبنا ...الدنيا ندر فيها الصدق جدا لذلك يشدنا كل شئ صادق بجد ويذكرنا بما كان تفتكر ممكن نستعيد الروعة دى تانى ولا لازم نموت الاول لنصل للحياة بجد؟هو فى حياة هنا اصلا؟حقا لاعيش الا عيش الاخرة ربنا يخليك لنا يا اخا الروح

Ana يقول...

أجمل ما في المدونة أنها تجمع شمل الأحبة القدامى .. روضة العزيزة : تفاءلي خيرا في الآتي فمن كان يصدق أن تتغير مصر تماما في 18يوما؟..الأفضل آت بإذن الله.. لقد استعدنا قدرتنا على الحلم بمعجزة حقيقية تجعلنا لا نستبعد شيئا بعدها .. حتى ولو كانت الفرحةنفسها .