عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

حوار من القلب




نظرا لأن قلمى يأبى الكتابة والجو العام ملبد بالغيوم مما جعلنى أبتعد عن المدونة طويلا ، فقد حاولت العودة بإجراء هذا الحوار مع إنسانة بمعنى الكلمة تمتلك حسا راقيا وروحا شفافة وأفقا رحيبا ، وكل هذا جعلها أهلا لتجربة قاسية مرت بها وهى إصابتها بالسرطان - حفظنا الله وإياها – لكنها بفضل الله عادت من التجربة أكثر إيمانا وثباتا .. اقرءوا حوارى معها وستعرفون أنها تستحق الكثير ..

- أين ترعرعت سيدتى ؟

- فى قريتى الصغيرة " كفر الطويلة – طلخا " .

- اسمك وسنك وعنوانك ؟

- اسمى روضة .. السن – بجد - 33 العنوان : المنصورة .

" طبعا هى مش المنصورة ولا حاجة بس هى تماحيك لأن المنصورة بلد الجمال والإبداع "

- حدثينا عن طفولتك وهل كانت سعيدة أم لا .

- سبحان الله لو سألتنى هذا السؤال قديما ربما كنت سأحكى بعض الذكريات الأليمة عن جو بيتنا الذى كان مشحونا دائما بعصبية أبى ( رحمه الله ) تجاه أمى ( الصامدة ) وعقابه لها على أخطائنا وأخطاء كل من حولنا لكن يبدو أنك لا ترى أى شىء جيدا حتى تخرج عن " الكادر" وتنظر لكل حدث من بعيد وتعزل عواطفك عن الأحداث وكأنك تشاهد فيلم " بين القصرين" هل أصارحك بشىء ؟ .. إننى لم أتخيل أنى أحب أبى كل هذا الحب إلا بعد ما فارقته مرتين الأولى بزواجى والثانية برحيله ولم أكن أعرف أنه يمثل لى كل هذا ( الأمان ) حتى جو ( الزحمة ) فى بيتنا افتقدته بعدما افترقنا وإخوتى كل فى طريقه وبقيت ( وحدى ) مع أبوىّ وإحساس ( وحدى ) هذا مميت يا أخى كما تعلم وربما كان السبب الأول فى بحثى الدائب عن تلك الرفقة التى تبدد وحشتى واكتشفت أننى كنت أحيا فى نعيم لم أدركه إلا بعد فقده وهكذا الحياة " وكم من يوم بكيت فيه فلما مضى بكيت عليه " .

- وماذا عن فترة الشباب والمرحلة الجامعية وما مثلته لك ؟

- البداية كانت مضطربة لأسباب كثيرة أهمها غياب أعز الناس – أخى - عنى بسفره والرغبة فى الحياة البديلة للوحشة والفراغ الذى كنت أعانيه ولكنى وجدت نفسى أهدأ فى معنى " الصداقة " وأقل خوفا وتوترا وقد بدأت ذلك بتعرفى على مجموعة ( نادى الأدب ) والإنسان الرائع د . عمر الشبراوى ودخولى عالمكم البديع الذى أتمنى أن نحياه ثانية فى الجنة مع أحبتنا الذين سبقونا اليها " برحمة الله " ونلقاهم وقد استعدنا شبابنا الذى مضى عنا برحيلهم .

- ما هى الشخصيات التى أثرت فيك خلال مراحل حياتك المختلفة ؟

- طبعا أولهم " توأم روحى "- أخى عدنان المغترب حاليا بعيدا عنى - ومن ساعدنى هو فى القراء ة لهم مثل " المنفلوطى " و" مصطفى محمود " وطبعا الشيخ الشعراوى والرائع عبد الوهاب مطاوع و الغالية " أمى "و أخى الشهيد "عز الدين" والنبيل " فعلا " ايهاب رضوان ..

وعمى" أحمد " ورحيل أنبل من عرفت و...... و.......و.....و...... وقبل كل ذلك سيرة " الحبيب " صلى الله عليه وسلم .

- ما هى أكبر نعمة يمنحها الله لإنسان وهل تتمتعين بها ؟

- طبعا نعمة الرضا والمصالحة مع الجميع وقبلهم مع النفس الحمد لله أتمتع بقدر كبير منهما لذا أعد نفسى من السعداء والمحظوظين فى الحياة وأتمنى أن يكون الأمر كذلك فى دار البقاء .

- أين أنت من عالم الرومانسية وهل أنت قادرة على الإمساك ببعض لحظاتها فى حياتك ؟

- ستعجب إن قلت لك إننى ما فارقنى الإحساس ( الراقى ) بكل جميل لكن أين ومتى وكيف يمكننا التعبير والأهم مع من ومن سيشاركك الحوار والرؤية سوى بعض من بقوا معك من الرفاق الذين جاد بهم القدر الرحيم وأحيانا تشبعنا الذكرى وتخلق لنا جوا من الخيال الذى لا نجده .. وقد تجد طاقة العطاء هذه متنفسا مع الأبناء فنرانا نحبهم كما فى( قصص الحب ) ونبثهم كل ما بقى فى القلب من الخير ونحاول أن نحيا معهم وبهم عالما من التواصل النبيل والحب اللاغاية له سوى إسعادهم .

- حدثينا عن نظرتك للحب والزواج أيام شبابك ونظرتك إليهما الآن بعد أن بلغت من الكبر عتيا .

- الحمد لله تقدر تقول ان الفرق بسيط جدااااااااااااااااا ..

قديما كنت أتخيل أن الزواج يصنع الحب طالما تمتع الاثنان بمقومات ( حسن العشرة ) وكان الأمر يبدو جميييييييييلا وسهلا ظنا منى أن أمر ( صراع الحضارات )هذا لا وجود له بين زوجين أى " نفس واحدة " كما وصفها الله فى محكم تنزيله .. وأن " ثقافة الاختلاف " لابد أن يتمتع بها كل إنسان متعلم ومثقف لكن الحياة والتجربة كشفا لى عن الكثيييير مما كنت أجهله فقلييييل من عباد الله الذين يمكنهم احترام الرأى الآخر والمخالف لرأيهم ورؤيتهم للأمور ولو أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ( كما يقولون ) لما قامت المعارك الزوجية فى بيوتنا جميعا انها " العنصرية " يا سيدى والتربية الشرقية المريضة للرجل على اعتباره( العقل الأوحد ) وذو الرأى السديد دائما والذى ينقص من رجولته أن يسمع لامرأة مهما بلغت حكمتها وإن كان فى قرارة نفسه يصدق دوما إحساسها بالأشياء بل و يهدأ لاطمئنانها لكنه

" الكبر" ذلك المرض اللعين الذى قد يحرم الانسان من التمتع بأعظم نعم الله علينا نجانا الله جميعا منه .

- هل ترين أن الحياة الزوجية الرتيبة التى يحياها معظم الناس سببها تفاصيل الحياة عامة أم الأشخاص أنفسهم ؟ وهل فى محيط حياتك نموذج يمكن أن يحتذى به ؟

- الاثنان معا لكن الأشخاص أنفسهم لهم النصيب الأكبر فى استسلامهم لهذه الرتابة فالأمر لا يحتاج " رحلة للقمر" حتى نكسر حاجز الملل هذا ( هى قعدة حلوة ع النيل وبنص جنيه ترمس وبقين حلوين ) والحياة بسيطة لكننا لسنا بسطاء .

- ماذا حدث للمصريين ؟ وهل أنت متفائلة بشأن ما يحدث فى مصر الآن ؟

- ( الفقر يا عزيزى أيبك ) مع الجهل واليأس والخواء الروحى يصنعون فى البشر ما لا يصنعه " السحر الأسود " وربنا المنجى .

بخصوص التفاؤل الأمر محسوم من " فوق "ف (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهانحن نحاول أن نبدأ بأنفسنا والله المستعان .

- كيلو السكر آخر مرة اشتريتيه بكام ؟

- احنا بيجى لنا السكر بالكمية منعرفش " الكيلو" .

" شوف الفشروأنا عمرى ما رحت عندهم وحطوا لى معلقة سكر واحدة فى الشاى "

- بصراحة كدة : بتاكلوا لحمة كام مرة فى الشهر ؟

- بصراحة اللحمة كتيييييييييير بس النفس وأنا لى زوج – الله يعافيه - لا يحب اللحوم فزهدنى أنا أيضا فيها ( اللحوم مش الحياة ) عشان ما حدش يفهم غلط .

- ماذا لو تم انتخابك رئيسة لجمهورية مصر العربية لمدة شهر ؟ .. رتبى الأولويات التى ستفعلينها وما المدة التى تكفيك لإعادة الأمور لنصابها ؟

- الأولويات طبعا إنى أرجع للناس أبسط حقوقهم الآدمية فى أن يحيوا حياة آدمية فيها سكر ولحمة وعييييييييييش من غير طوابير وكل من له طلب عادل وممكن يناله والست بتاعة

" جاموستى يا عمدة " دى تاخد جاموستها بقى دى من أيام صلاح منصور .. المهم إنى أكون أنا موجودة عشان الشعب " يهيص " بس انتو انتخبونى ولن تندموا ..

طبعا بخصوص المدة اللازمة فأنا أحتاج على الأقل عشرميت دشليون سنة وأوعدكم هكون عند حسن ظنكم .

- لو حدث لك مثلما يحدث للبعض واعتبرت مصر عزبتك الخاصة وكنت ستوزعين الوزارات على معارفك وأقاربك فأى وزارة ستعطينها لى ؟

- طبعا وزارة المالية عشان " تكوش " لى على كل الفلوس والملوس وتهربهم لى برة بعدين تسلم نفسك .. لا بجد هديك وزارة الثقافة أو التربية والتعليم عشان تربى الشعب وتعلمه" الأدب " مرضى يا عم ؟؟ .

" ما كانش العشم .. مش لاقية غير الوزارة الخربانة دى ؟ "

- المقربون منك يعرفون أنك تحاولين أن تعاملى الله سبحانه وتعالى ولا تعاملين البشر بالمثل ، فهل تفعلين هذا برضا كامل أم أن هناك لحظات إحباط وحزن تشعرين بها إزاء تصرفات البعض ؟

- سيدى أنا بشر ولاشك أننى أفتن كثيرا فى معنى " المعروف " وهل المعروف يلزم صاحبه أحيانا " بإهلاك نفسه ؟ أم أن الأمر " طاقة واحتمال " إنك ممكن تعطى الكثيييييييييير وأنت تشعر بلذة لا توصف تفوق لذة الأخذ ولكن الفكرة هى لمن تعطى ؟ ولم ؟ وإلى أى مدى يمكنك الاستمرار؟ الأمر محسوم لو أنه خالص لله وحده لكن المتفاوت هو طاقتنا على الاحتمال وقدرتنا على تجاوز المحدود لما لا حدود له ففكرة الجنة للصابرين يهون معها أى عذاب لكن بعض الضغوط أرى فيها إغضابا للرب ولكل معانى الخير مهما حاولت ابتلاعها فهل الخير فى ذلك الصبر أم الجهاد ؟؟؟ ..

يؤرقنى هذا السؤال كثيرا لكنى أخرج منه بحكمة ف ( ما يمكن تغييره للأفضل لابد أن نجاهد فيه وما لا يتغير أبداااا فالصبر عليه أولى ) .

- مررت بتجربة قاسية فى حياتك هى إصابتك بمرض السرطان – عافاك الله وعافانا – حدثينا عن تجربتك معه بكل مرارتها وحلاوتها .. متى وكيف كانت الإصابة .. ما وقع الخبر عليك وعلى المحيطين بك .. شعورك تجاه الأشياء وقتها .. تعاملك مع المرض وحالتك الصحية الآن ... وما استفدته من التجربة ؟

- هذا المن الربانى والخير الكثير وهبنى إياه الرحمن الرحيم منذ خمس سنوات تقريبا بدأ بأعراض بسيطة وعادية جدا لكنها لم تستجب للعلاجات العادية مما حير طبيبى المعالج وجعله يطلب العديد من الفحوص التى ما إن سمع زوجى باسمها حتى ارتاع وانقبض واكتشفت أنه يحبنى !

وتم حجزى فى مستشفى المنصورة الجامعى لمدة عشرة أيام تقريبا كونت فيها عدة صداقات مع المرضى والعاملين وكانت والله أيام جميلة تحيطنى فيها رحمات ورحمات ..

العينة الأولى ظهرت " سليمة " لكن شيئا ما بداخلى كان يقول غير ذلك وخفت أن تكون سلامتها عقابا لى على جزعى وخوفى من الموت بإبعاد الموت والمنة الجليلة ( فرصة الصبر والجنة هذه ) عنى وتمنيت لو تأتينى المناسبة التى أعبر فيها للمولى سبحانه عن رضاى التام عن قدره إن كان هو ذلك المرض أم غيره .. إننى مذ وعيت للدنيا لا أجد نفسى عليها وأتوق كثيرا للقاء الله وأرى أنه النعيم كله لكنه حب الأبناء يا عزيزى فهم الذين يشدوننا لحب البقاء لأجلهم فقط ولكيلا يذوقوا اليتم والعوز العاطفى بعدنا هى ابنتى " مريم " والتى لم تكمل العام والنصف حين بدأت التجربة وتخيلى لليالى الشتاء الباردة وهى وحدها ( أستغفر الله ) بلا أم تدفئ جليد لياليها .

لكن حبى لقدر الله وحسن ظنى به غلب هذا الضعف الإنسانى النبيل وكان أكثر منه نبلا ودخلت التجربة – والله - برضا تاااام وكانت فترة العلاج من أثرى تجاربى فى الحياة كنت أتلقى العلاج الاشعاعى – عافاكم الله جميعا والمؤمنين - بمستشفى السلام الدولى بالقاهرة وكنت أقيم لدى بعض الأقارب لمدة خمسة أيام فى الأسبوع وفى المستشفى قابلت قلوبا لا يمكن أن تراها إلا فى هذا المكان بالمناسبة حالتان –فى رأيى – يخلصان البشر من كل المظاهر الخادعة ويعودان بهم للخير الكامن فيهم : المحن ( وبخاصة هذا المرض تحديدا ) والرجوع لله بكل الجوارح ( كما رأيت لاحقا فى رحلة الحج ) والتى أعدها منحة أخرى كبيرة لم أكن أهلا لها لولا رحمة ربى اللاحدود لها .

فترة تلقى العلاج جعلتنى أقابل من البشر بل ومن الأقارب من لم أكن لأراهم لو لم يكن ما كان .. جعلتنى هذه التجربة أرى ضآلة الحياة بكل ما فيها إلى جوار الموت ولقاء الله وتخيل أن الأمر كله ينتهى بمتر مربع هو مساحة القبر تلك الحفرة التى تبتلع آمال وحكايات ومشاعر وذكريات ..

كم صدقت التجربة أفكارى وكانت خير دليل على أن البساطة وحبك للأخرين وحبهم لك ثروة لا تقدر ولا يضحى بها عاقل .. كم عضدنى حب الناس وقوى من عزيمتى راهنت على شفائى الأطباء وحين قال لى أحدهم مرة " نسبة الشفاء من ذلك النوع من السرطان ليست كبيرة " رددت ببساطة : أمام قدرة الله يا سيدى كل شىء صغير ولو قلت لى إن واحدا من كل مليون يشفى من هذا المرض لظننت أننى ذلك الواحد بل ولو لم ينجو منه أحد لأكونن أول من يشفيه الله إن أراد ..

الطريف أننى لم أخبر زوجى بالأمر وظل يرافقنى إلى القاهرة كل أسبوع - جزاه الله عنى كل خير وبارك لنا فى عمره - ظانا أن الأمر لا يتعدى كونه ورما حميدا أتلقى العلاج منه تحسبا لألا يصير خبيثا ومرت فترة العلاج بفضل الله ورحمته على خير وها أناذا معكم بكل خير وتحاليلى –بفضل الله - " زى الفل " وقاعدة لكو زى " قرد قطع " .

- هل تحبين عالم التدريس ولا زلت قادرة على الإبداع فيه ؟

- التدريس فى دمى لكن النسق القيمى للأولاد فى انهيار وال

" دش " لخبط الدنيا وربنا يستر .. نحن نحاول عمل أى شىء فى هذا المولد .

- اذكرى لنا أطرف وأسخف موقفين حدثا لك فى المدرسة ؟

- أطرف موقف حينما دخلت الفصل مرة ووجدت حد طوييييييييييييل وعريييييض وذو لحية كبيييييرة وكلمته بمنتهى الاحترام على أنه مدرس جديد فى المدرسة وفوجئت بعد حوار تتخلله كثيرا كلمة " حضرتك " أنه طالب عندى فى الفصل ولم يكن يحضر ! والأظرف أننى حينما هممت بعقاب من نسوا الكتب وجدته يقف معهم فطبعا سامحتهم لأجله وكنت عايزة أقول له :

( قل لأصحابك ميجيبوش أى شىء ولا حرج على أى أحد من طرفك ) ..

الموقف السخيف ولا يخلو من طرافة أنننى بعد عقاب بعض الطلاب فى حصة فوجئت بالأخصائى الاجتماعى يستدعى طالبا وعندما سألت لماذا ؟ قالوا لى لأنه يحمل " مطواة " قلت : " يا أندال وسايبينى أضربه ! " ..

- اذكرى لنا :

- كاتبك المفضل : - مصطفى محمود .

- كتابا لا يفارق مخيلتك : - القرآن .

- شيئا فعلته وندمت عليه : - كل ما يقصينى عن ربى أكرهه وأندم عليه لكن بخصوص الأمور الدنيوية ( الاختيارات ) فهى قدرية ومبدأى فيها أنه " ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك " .

- حلما تتمنين تحقيقه : - الوصول با بنتى وزوجى ونفسى وكل من أحب لرضا الله – سبحانه – والجنة .

- شخصية عامة تتمنين مقابلتها ( لو أنا ما تنكسفيش وقولى عادى ) : - طبعا سيادتك بالنسبة لى لست شخصية عامة لأنك أخى المقرب لكنى كنت أتمنى لقاء الرائع عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله - وحجة الإسلام " الشعراوى " جمعنا الله بهم وبسائر أحبتنا فى الجنة .

- مطربك المفضل : - حليم وفيروز .

- فيلمك المفضل : - حبيبى دائما .

- هل أنت متابعة جيدة للإعلام المصرى ؟ وما رأيك فى مصداقيته ؟

- فى حدود ضيقة ولا أثق فى كثير من " فرقعاته " باستثناء بعض البرامج الراقية والمحترمة ك" العاشرة مساء " و " الطبعة الأولى " و" الحقيقة " وأحيانا " واحد من الناس "

- بافتراض أنك كنت مسافرة بالطائرة وسقطت بك الطائرة – الله لا يقدر يعنى – فى جزيرة مجهولة منعزلة .. اختارى خمسة أشخاص ترشحينهم للتواجد معك على الجزيرة ..

- خمسة ؟! عدد محدود جدا لكن ما باليد حيلة ليكونوا إذن : زوجى الحبيب وابنتى وأمى و" توأم روحى " وصديقتى الغالية جدا ( ج ) .

" ملاحظين معايا كل شوية زوجى زوجى واضح إنها بتجاوب قدامه ومرعوبة .. واحنا طبعا جايين نهدى النفوس "

- هل يمكن للإنسان العيش فقط مع أحبائه فى جزيرة منعزلة أم لابد من المنغصات لتستمر الحياة ؟

- سيدى لو لم تكن المنغصات لما كانت اسمها " الدنيا " ولاكتفينا بها ونسينا آخرتنا .. حتى لو وجدت السعادة على الأرض فهى سعادة مؤقتة ونعيمها زائل حتى لا تكون الدنيا غايتنا ويوجد من الأحلام والآمال ما نعمل لأجله فى دار السعادة الأبدية " الجنة " .

- اختارى ثلاث شخصيات فى الجزيرة يلعبون أدوار محمود المليجى وزكى رستم وتوفيق الدقن .

- يمكننى " أنا " فى أوقات معينة القيام بهذه الأدوار جميعا!!!!!!! ولا تعجب يا رفيق فقد " جعلونى مجرما " .

- انتهى حوارنا الشيق ونشكر ضيفتنا التى تزخر كلماتها بالصدق وبالحس الأدبى والإنسانى المتميزداعين لها بدوام الصحة والعافية .

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

عن الزوجة المكفهرة للشاعر الجميل عزت الطيرى


هذه قصيدة رائعة وخفيفة الظل للشاعر المبدع دوما عزت الطيرى قرأتها حديثا وكنت قد أوردت مقتطفات من شعره العذب فى تدوينة سابقة هنا . والآن مع القصيدة :

قالت الزوجةُ المكفهرّةُ


من عمل البيت


للزوج إذ عاد من عمل اليوم


لابد من أن يكون اتفاقْ


فإنى تعبتُ


تعبتُ


علىَّ غسيلُ الصحون


ومسحُ البلاطِ


وإعداد سُمِّ الصباحِ


وسمِّ المساءِ


وتأديبُ جيرانك السيئينَ


وتهذيب أطفالك المارقينَ


ونزعُ الشقاقْ


علىَّ ابتسام كذوبٌ


إذا ما أتت أمك الحيزبونُ


علىَّ مجاراتها


بالنفاقْ


علىَّ تحمُّلُ


كل سخافاتك المرهقات


بليل الخميس


إذا ما ضممتُ إليكَ


ببعض الكلام المعاد


وبعض العناقْ


علىَّ


علىَّ


علىَّ


فماذا عليكَ ؟!


فقال لها الزوجُ


ماذا علىَّ ؟ ..


علىَّ الطلاقْ . ( شعر عزت الطيرى )

( زهرة الجبل فى قلب الليل )

كنت قد تحدثت هنا عن ( زهرة فى حضن الجبل ) متغنيا بقوتها وتفاؤلها وذات ليلة حالكة علقت زهرتنا هنا فى المدونة ورددت عليها مازحا بشأن عبقريتها الكومبيوترية وصنعت لها حسابا خاصا فى جوجل ليمكنها التعليق باسمها بدلا من غير معرف فإذا بها ترد بجفاء غير مبرر فرددت عليها متعجبا من مزاجية النساء المعهودة وأخيرا وبعد طول انتظار علقت هى مرة أخرى آسفة .. هذا نص تعليقها :

( كان فيه بنوتة محبة للحياة بالرغم من أنها تقسو عليها كثيرا ولكنها تجد عزاءها فى أن هذه الدنيا لم تترك أحدا من دون أن تقسو عليه وربما كانت هى الأقل نصيبا من الشقاء ولهذا فهى دائما متفائلة وربما هذا ما تحاوله . وفى إحدى الأيام العاصفة كانت على موعد جميل رتبه لها القدر فى نهاية هذا اليوم ربما ليصالحها . وكانت المصالحة هى رؤية أناس كرام لهم مكانة فى قلبها وكان معهم رجل لم تره من قبل ولكنها سمعت عنه ، تخيلته بصورة لم تختلف كثيرا عن الصورة التى رأته عليها فهو لو وصفته فى أقصر الكلم يحمل كل المعانى والملامح التى تدل على أنه إنسان نبيل . متزن محترم ذكى مثقف سريع البديهة جدا يمكنك سريعا حين تتحدث معه أن تعتبره صديقا حقيقيا ولو كنت صغيرا فلتعتبره وبنفس السرعه أخا كبيرا. والأجمل فيه أنه خفيف الدم وعاقل فقد تقبل منها كل تعليقاتها وتعبيراتها التى سرعان ما تطورت وكأنها تعرفه من ذى قبل دون أن يفهمها خطأ . انتهى اليوم الجميل أخيرا .. فى ذهنها حفرت صورة رائعة له . مرت أيام وإذا بمفاجأه أخرى جميلة ادخرها القدر لها فقد كتب عنها رأيا رأت فيه أنه بالفعل أكثر مما تستحق .
اممممممممممممممممممم ....... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ترى كيف لى أن أكمل القصة ؟ هل يمكن أن أعتبر أن رأيه فيها قد تغير وأن ما يأتى سريعا يذهب أسرع ؟؟؟ ..
فعلا فقد رآها مرة واحدة وسريعا ما كون رأيه ، ربما تسرع فى رأيه أو أخطأ !!!!!! ربما ....
ولكن هل لى أن أقترب منها أكثر محاولة فهمها .. فهى أنا ..
تمر بى لحظات "انكسار" أشعر فيها بـ "دوى الصمت" فى قلبى . تزداد بداخلى "لحظات الفزع" وأشعر أن حجمى لا يتعدى "عقلة الاصبع" أمام أحلامى وطموحاتى بل وأمام عقبات هذه الدنيا . وكأنى "تحت عجلات" الزمن فأتمنى لو أمتلك "الفانوس السحرى" فأطلب منه أن يحقق لى أحلامى فأجدها مبعثرة كـ "مكعبات" أجدنى أقف فى "طوابير" للانتظار انتظار كل شيء ... العمل .... النجاح ... الحب . ويظل هذا "مشهد يومى" يتكرر دائما .
فقررت أن أتناول "أقراص النسيان" وأحلم باليوم الذى تشرق فيه شمس "العهد الجديد" وأدرك أن السبيل الوحيد لحدوث هذا هو أن أكف عن "العزف على أوتار مقطوعة" وأطلق العنان لـ "انفلات الروح" وأكمل الصورة حتى لو كانت الـ "لوحة ناقصة" فى الوقت الحالى .
أسجل "شهادة وفاة" اليوم السابق بكل ما يحمل من متاعب وأحزان . أنزع قلبى من بين ضلوعى لأنتزع منه الـ "جبن" وأترك بداخله بعضا من "شقاوة" بريئة تبقت بداخله لتقويه على أن يبدأ من جديد . أحرق كل الأوراق القديمة كـأوراق "التوت المحروق" ثم أدخل قلبى ثانية بين ضلوعى ليحدث "التحام" .
ثم أنظر حولى وأفتش فى كل "وجه" لأجد أنه مازال هناك "وجوه نبيلة" تؤكد أن الدنيا ما تزال بخير.
والآن أصبحت متمسكة بالأمل أكثر بعد كل ما عانيته فلم أترك فى نفسى مكانا لليأس وأعرف "لماذا فعلت ذلك" .. أن أصل الى ما أصبو إليه هذا فن هادئ مثل الماء لاشيء أهدأ من المياة ومع هذا فهى تتغلب على الصخر بهدوء ثم تنحته كيف تشاء . وحين أصل إلى النجاح وأجد الحب ستجدنى فى "حفل أسطورى" عندها فقط أدرك أننى "زهرة فى حضن الجبل".


أ/ إيهاب .. دى كانت محاولة ولو بسيطة منى عشان أصالح حضرتك وليست محاولة على الإطلاق للكتابة فأنا لن أسقى فى حارة السقايين بس حاولت أصالح حضرتك بكتاباتك وبطريقة قريبة من شخصية حضرتك وأرجو أن أكون نجحت .....
كل إنسان يمر بأوقات .. أوقات .. أوقات يصعب حتى وصفها . ممكن أن تتقبل شيئا فى وقت ولكن فى وقت آخر نفس الشيء وبنفس الطريقة تجد نفسك قد ضاق صدرك به ومن دون تفسير لما قبلته من قبل ورفضته الآن هذه هى طبيعة فى كل البشر - كلنا سواء - لا يختلف فيها رجل عن امرأة . وليس معنى أنه إذا ضاق صدر امرأة بشيء بسيط فى لحظة معينة أن عقلها صغير أو غير ناضج .. ولا إيه ؟ ..
سلامى لأم عمر وعمر وباسل ..
وسلامى الدائم الذى لاينتهى أبدا ..
- ميادة رشاد بيوتيفول - 17 نوفمبر 2009 .

انتهى التعليق الجميل الذى أشكر صاحبته على اهتمامها ، وقد نشرت التعليق كتدوينة جديدة لإعجابى بكلماتها وتضمينها أسماء قصصى بهذا الشكل الجميل وربما لاحتواء التعليق على مديح فى شخصى المتواضع يسعدنى نشره من باب النرجسية بالطبع راجيا الله أن يمدها بالقوة لتحمل الحياة بحلوها ومرها وأن يضيء ليلها بفضله فتخرج زهرة الجبل من قلب الليل كما هى بهية يانعة .

السبت، 31 أكتوبر 2009

الكبار يرحلون




رحل عنا - إلى جنة الخلد بإذن الله وفضله - اثنان من الكبار فى يوم واحد .. اثنان من أصحاب الهامات السامقة التى تطول السماء ولا تنحنى ، إنسانان ورجلان بحق فى زمن اختفت فيه الإنسانية واضمحلت الرجولة .. هما الدكتور والمفكر الأديب العالم مصطفى محمود والمفكر القائد والوزير الأسبق أمين هويدى .. وكلاهما ترك بصمته للأبد على جدار قلوب كل المصريين باحترامه وعلمه وحبه للوطن .. أسكنهما الله فسيح جناته ، وهذه - نقلا من موقع اليوم السابع - نبذة بسيطة عنهما :


توفي صباح اليوم السبت المفكر والعالم المصري الدكتور مصطفى محمود عن عمر يقترب من الثمانية وثمانين عاما بعد سنوات من المرض ابتعد خلالها عن الحياة العامة.

وقد شيعت جنازة الكاتب الراحل بعد صلاة ظهر اليوم من المسجد الذي أنشأه بحي المهندسين في العاصمة المصرية القاهرة.

ولد مصطفى كمال محمود حسين يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 1921 وتلقى تعليمه الأولي بمدينة طنطا في دلتا مصر، ثم درس الطب في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) لكنه اتجه إلى الكتابة والبحث وألف نحو مائة كتاب ومسرحية في مختلف المجالات الطبية والدينية والفلسفية والاجتماعية.

واشتهر محمود خصوصا بكتبه الدينية والفكرية والفلسفية التي كان من أشهرها "حوار مع صديقي الملحد" و"رحلتي من الشك إلى الإيمان" و"القرآن محاولة لفهم عصري" و"لماذا رفضت الماركسية؟" و"أكذوبة اليسار الإسلامي" و"الإسلام ما هو؟".

كما اشتهر المفكر الراحل، الذي نال في العام 1995 جائزة الدولة التقديرية، بتقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي بعنوان "العلم والإيمان" على شاشة التلفزيون المصري تحدث فيه عن معجزات الله في الكون، ووصل عدد حلقاته إلى الرقم 400 وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

وأنشأ الراحل جمعية خيرية تحمل اسم "جمعية محمود" ضمت مسجدا ومستشفى يطلان على ميدان شهير حمل اسمه أيضا في شارع جامعة الدول العربية بالقاهرة، كما واظب لفترة على كتابة مقال أسبوعي بصحيفة الأهرام قبل أن يعتزل الناس بسبب أمراض الشيخوخة.

بالإضافة إلى مجموعاته القصصية، قدمت السينما المصرية أفلاما مأخوذة عن بعض رواياته ومنها فيلم "المستحيل" الذي اختير بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء للنقاد عام 1996.

شيعت بعد صلاة ظهر اليوم السبت جنازة وزير الحربية الأسبق أمين هويدى فى جنازة عسكرية من مسجد القوات المسلحة بامتداد رمسيس.

حضر الجنازة عدد من كبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وتلاميذه وأصدقائه وأسرة الفقيد.

والفقيد من مواليد قرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية فى 22 سبتمبر سنة 1921، وتخرج فى الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك فى ثورة 23 يوليو 1952، وتولى رئاسة المخابرات العامة المصرية ووزارة الحربية أيضا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ليكون الوحيد الذى جمع بين المنصبين.

وحصل الفقيد على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية وماجستير العلوم العسكرية من كلية أركان حرب المصرية وماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان الأمريكية وهى أرقى كلية قيادة يدخلها أجنبى من أبوين غير أمريكيين وماجستير فى الصحافة والترجمة والنشر من جامعة القاهرة.

وتقلد هويدى العديد من المناصب المهمة من بينها مدرس فى الكلية العسكرية وأستاذ فى كلية الأركان ورئيس قسم الخطط فى العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة وقد وضع خطة الدفاع عن بورسعيد وخطة الدفاع عن القاهرة فى حرب 56.

وكان نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة قبل 1967 ثم تولى رئاسة الجهاز بعد هزيمة 67.

وكان الفقيد مستشارا للرئيس عبد الناصر للشئون السياسية، ثم سفيرا فى المغرب وبغداد، وتولى منصب وزير الإرشاد القومى ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء ثم وزيرا للحربية ورئيسا للمخابرات العامة فى نفس الوقت.

والجدير بالذكر أنه بعد وفاة عبد الناصر وفى أحداث 15 مايو تم اعتقاله ضمن مجموعة 15 مايو بتهمة الخيانة العظمى، وحوكم ثم تم وضعه تحت الحراسة ليعمل فى البحث والتأليف والكتابة؛ حيث له 25 مؤلفا باللغة العربية والإنجليزية ، ومن مؤلفاته (كيف يفكر زعماء الصهيونية - الفرص الضائعة - 50 عاما من العواصف: ما رأيته قلته - حرب 1967: أسرار وخبايا) .

الخميس، 22 أكتوبر 2009

متابعات إعلامية فى الدولة الكوميدية



بما أن انتظارى حتى أكتب شيئا جديدا أو مفرحا أو مختلفا ، جاء بلا فائدة ، فلا مفر إذن من التعليق السريع على الأحداث وما يحدث فى مصر من سخافات أتابعها بشكل يومى ليزداد الإحباط ويذوب الأمل .. الواقع أن الحياة مجدبة على كل المحاور سوى الصعيد العائلى والشخصى فحياة الأسرة والأولاد هى التى تدفع الإنسان ليواصل فقط ويحاول اقتناص بضع لمحات من الأمل ويظل يتابع الدنيا من حوله فاغرا فمه لما يحدث وغالبا لا يحاول أن يغير شيئا إما لعجزه أو تكاسله أو انشغاله بكل ما هو ذاتى فقط .. لنبدأ نشرة الأخبار إذن ..

· أنفلوانزا الخنازير : نكتة تضحك وتبكى وقد حولتها الحكومة المصرية إلى مأساة وملهاة فى وقت واحد فالإعلام المصرى وحده هو من يضخم أمرها وليته يضخم الأمر ويستعد له كما ينبغى ولكن على العكس فقد سافرت مثلا عدة مرات خلال الفترة الماضية ولم أخضع لأى فحص فى المطار كما يدعون ، أما الحديث عن المدارس والاستعدادات الرهيبة التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم فأثق أنها أكذوبة كبيرة فأعلم جيدا أن معظم مدارسنا بلا مياة ولا دورات مياة أساسا .. الطلاب فرحون بالغياب عن المدرسة والمدرسون فرحون بازدياد الدروس الخصوصية والأهل مطحونون بين خوفهم على الأطفال وبين نزيف جيوبهم ، والحكومة فرحة بتجهيل الشعب المستمر وإرساله إلى غيبوبة لا تنتهى .

· شوبير ومرتضى منصور/ مدحت شلبى وعلاء صادق / نور الشريف واتهامه بالشذوذ : غثاء لا ينتهى والمذهل اهتمام الناس بما يجرى وقد أذهلنى حديث البعض عن هؤلاء باعتبارهم رموزا ومثلا أعلى !! وأنا أراهم حفنة من المنتفعين الذاتيين وكل منهم على استعداد لفعل أى شيء فى سبيل تشويه الآخر والقضاء عليه لأسباب شخصية بحتة وليذهب الوطن للجحيم هو وكل الأنصار الحمقى الذين يدافعون عن النجوم المزيفين .. المؤسف أن كثيرا من الإعلاميين الناجحين يشاركون فى تضخيم الأمور ولا يشغلهم سوى الإثارة السخيفة فأصبحت أشك فى كثير من الإعلاميين المخلصين الذين طالما اعتبرتهم كذلك ووجدتهم فى كثير من الأحيان ينحدرون كالآخرين .. ليذهب كل هؤلاء للجحيم ولتخسر مصر أمام الجزائر أوأمام المريخ ، فليتلاشى الفريق القومى ذاته وكل اتحادات الكرة التى تضيع الملايين والشعب جائع والقمامة تفرش الشوارع والمرضى لا يجدون علاجا والطلاب لا يجدون تعليما حقيقيا والعاطلون فى ازدياد مستمر .. يا إلهى كيف يعيش هذا الشعب بالغ الاحتمال ؟!

· شيخ الأزهر والنقاب : وددت لو ناقشته وجها لوجه لأن كل من ناقشه لم ينزل به ما يستحق وحتى منى الشاذلى كانت رحيمة به بلا داع ، سمعته بأذنى يقول إنه عندما دخل الفصل لمح على الفور نظرات الطالبات الغاضبات إلى زميلتهن المنقبة ولمح نظراتها المتعالية عليهن وكان هذا ما أثاره وجعله يهينها كل هذه الإهانة غير الإنسانية بل ويتمادى فيصدر قانونا بشأن النقاب فى المدارس وأجزم لو أنه رأى طالبة متبرجة أو عارية داخل المعهد الدينى لم يكن ليفعل لها أى شيء وكانت سترد عليه بكل جرأة .. حتى هؤلاء يسقطون ؟! .. سمعت كذلك الدكتور مبروك عطية والذى لم أكن أحبه من الأصل لأنه يستخف دمه بلا سبب وخاصة مع المذيعة لمياء أو لومة كما يناديها السيد المبجل ، سمعته بينما يجيب على سؤال لأحد المشاهدين يترك الموضوع فجأة ويلقى قصيدة مديح فى رئيس الجمهورية والسيدة الأولى وأفضال العائلة على الشعب المصرى متحدثا بطريقة كما لو كان يتحدث عن أحد الخلفاء الراشدين أو الصحابة – وكل الاحترام بالطبع لمن تحدث عنهم فهذا ليس موضوعنا – ولكنه النفاق والتزلف الفاضح المخزى من رجل لديه علم بكل أسف .. ترى أين رموز هذا الشعب البائس ؟ .. فى السجون أو خارج مصر أو مشغولون بصراعات الأحزاب وما شابه ؟ ..

· هالة مصطفى واستقبالها للسفير الإسرائيلى : سيناريو آخر قبيح لواقعنا المرير .. بالمناسبة سمعت أيضا شيخ الأزهر المبجل وهو يدافع عن مصافحته لشيمون بيريز قائلا : وما أسلمش عليه ليه ؟ هو إحنا هنخاف منهم لإمتى وليه ؟ .. بارك الله فيه وفى الأخت هالة رئيسة تحرير " الديموقراطية " اللى متبعترة فى كل مكان صراحة ..

· درجة الماجستير الفخرية لمعتز الدمرداش وطارق علام ومحمود سعد : يلا خليها تكمل ماحدش واخد منها حاجة .. الصراحة أكتر واحد مضايقنى هو ميزو اللذيذ الرايق اللى خلانى أغير 20 مرارة لحد الآن ولولا حاجتى لمعرفة الأخبار يوما بيوم لما استمعت إليه وخاصة وبرنامج العاشرة مساء موعده هنا متأخر جدا بسبب فارق التوقيت ..

· واحد من الناس : عمرو الليثى واحد من الناس يخيل إليك أنه محامى الفقراء والباحث عن الحق والفضيلة ، لكنه بعد أن يتحفنا كل حلقة بمآسى الفقراء وإهمال المحافظين والمسئولين وقلبه الحنين اللى بيتقطع عشان البلد ، أجده فجأة يستضيف الفنانة الرهيبة يسرا أو الفنان المريع عادل إمام ليتكلما عن الفقراء وحال البلد ويفتيا فى كل شيء بجهل فظيع فى حين يفخم هو فيهما وفى دورهما الرائد وأمثالهما من الفنانين العظماء .. طيب ليه والمفروض إنه فاهم .. وكيف نصدق خوفه وإخلاصه وهو يمجد التافهين ؟! ..

· الطبعة الأولى : حزنت لتوقف برنامج أحمد المسلمانى الرائع الذى أعتبره واحدا من الإعلاميين الشرفاء ، لكنه عاد ولله الحمد وقيل إن السبب تجاوز المسلمانى المعتاد فى حديثه عن بعض الوزراء .. المسلمانى جرئ ومخلص إخلاص البسطاء بلا ادعاء ولا محاولة تفخيم الذات وهو فلاح قرارى على ما بدا لى ..

* كالمعتاد قضايانا الحقيقية فى واد ونحن فى واد .. لكن برضه ما علهش الأرض بتتكلم عربى ..

- كانت هذه على عجالة بعض المتابعات الإعلامية لدولتنا الكوميدية وإلى لقاء .

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

( زهرة فى حضن الجبل )



صحراء جرداء بصهدها اللافح وجوها الموحش المفعم بالوحدة والقسوة .. بينما هى واقفة برقة شامخة .. زهرة برية فى حضن الجبل .. زهرة يانعة مترعة بالندى كأنما سقتها يد بستانى للتو بإفراط .. براقة زاهية بكل ألوان البهجة والمرح الطفولى .. عبيرها يفوح فى المكان بأريج خاص خلاب ومنظرها يبعث الحياة فى ذلك الموات والفراغ الموحش ، فإذا بالصحراء تصير مروجا خضراء تنبثق فيها ينابيع كثيرة صافية وتملأ قطرات الندى المكان فترفع يديك المبللة منه تمسح وجهك فى انتشاء ..
هذا المشهد هو ما تبقى بذهنى بعد أن غادرتنى تلك الفتاة .. تلك البنت المصرية شديدة التميز : ( ميادة رشاد بيوتيفول ) .. أو ( ميادة رشاد جميل ) كما تقول الأوراق الرسمية ..
هى واحدة من الفتيات المصريات التى تنفى فكرتك عن تفاهة الجيل الحالى وسطحيته .. كنت قد سمعت عنها باعتبارها قريبة زوجتى وكانت تدخل المدونة هنا لتقرأ كثيرا وتعلق أحيانا ومنذ يومين التقيت بها لأول مرة .. كنت على وشك مغادرة المكان واستحلفتنى هى أن أبقى وأبيت الليلة لنجلس ونتحدث .. فلم أندم على البقاء ..
طلبت منى ألا أفهمها خطأ فأفهم أنها تريد الحديث معى باعتبارى كاتبا أو شخصية شهيرة ، بل على العكس لكى تمنحنى شرف الجلوس مع شخصية عظيمة مثلها .. خفيفة الدم جدا بلا افتعال وذكرتنى على الفور بشخصية ( نسيم الروح ) فكلاهما من نوع البنت المجنونة العاقلة جدا .. اتصلت ميادة بيوتيفول بوالدتها تستأذنها فى التأخير قليلا فسمحت لها بالتأخير حتى العاشرة والنصف ولكن فيما يبدو أن ساعتها كانت على توقيت الصين لأن السهرة طالت وهى ولا هنا ..
المرح يشع من كلماتها وروحها القوية المتفائلة إلى حد ما قبل العبط بقليل جدا ..
هى خريجة جامعية حديثة ، تخرجت فى كلية الهندسة واختارت تخصصا نادرا للفتيات وتبحث عن عمل بطموح كبير أدعو الله ألا تفقده .. حدثتنى عن المدونة والمواضيع التى قرأتها والعبارات التى أثرت فيها وظلت تذكرها ، وعن طموحاتها و ( سميرة موسى ) التى تمنت أن تكونها منذ التحاقها بالكلية .. انطلقت قفشاتنا سويا بلا انقطاع ووجدتنى أغير رأيى فأدعو الله بأن يرزقنى بطفلة مثلها ذات يوم وقررت لحظتها أن أتحدث عنها هنا مسجلا اندهاشى بها ، مصحوبا بكثير من الدعاء والأمنيات لها فى حياتها الخاصة والعملية .. وأيضا ببعض النصائح وأهمها : الصبر .. وألا تترك طموحها يتحطم على صخرة الواقع المرير .. فستقابلين الكثير جدا يا ميادة .. ستكونين على صواب والجميع حولك يعلمون ذلك وسيطلبون منك فعل الخطأ .. سيكون عقلك متفتحا وناضجا ومتفهما لحقائق كثيرة ولكنهم سيطلبون منك أن تخلعى عقلك وتمشى حافية ، أو على الأقل سينصحونك ب " تكبير الدماغ " .. ستحاولين الصراخ وتقولينها زاعقة فى وجوههم : لأااااااااااا .. لكنها لن تصل إلى آذانهم سوى نعم خاضعة .. وقتها أتمنى ألا تفقدى آمالك وطموحك والأهم مرحك وشقاوتك وأدعو الله عندما نلتقى ثانية يوما ما ، أن أجدك دوما هكذا كما رأيتك بكل رونقك .. زهرة برية جامحة لا تذبل .. زهرة فى حضن الجبل .

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

( إمتى السفر إمتى إمتى .. إمتى السفر )


" العنوان سخرية من نفسى لكتابتى عنوان تدوينة سابقة : بكرة السفر بكرة بكرة بكرة السفر ، عندما كنت فرحا بعودتى إلى مصر "

قبيل عودتى إلى مصر حذرت نفسى كثيرا من التعليق على ما لن يعجبنى فى مصر ونويت ألا أقارن بين مصر والإمارات فى أى شيء ، وذلك حتى لا يقول البعض كالمعتاد : أيوة يا عم ما بقيتش مصر عاجباك .. بقيت أجنبى ومصر بقت كخة ...... إلخ ..

لكن دائرة المقارنات دارت رغما عنى ولم تتوقف لحظة واحدة حتى الآن ..

كانت الإجراءات فى مطار الشارقة فى غاية السهولة وكان بصحبتى زميلان عزيزان خففا الرحلة الطويلة فى المطار والطائرة وكان أجمل ما فى الرحلة أن السعيد تهور وعزمنى على شاى دفع فيه 26 درهما وهو يكاد يبكى وعندما قالت له مضيفة الكافتيريا فى المطار : twenty six dirham عمل فيها عبيط القرية وإنه مش فاهم كلامها ونادى علينا بصوت عال : يعنى كام يا إيهاب ؟ .. كام يا ياسر ؟ .. وعاندها فأعطى لها الستة وعشرين درهما كلهم فكة ومش عارف جابهم منين والله ..

مضى الوقت سريعا فى الطائرة وكان لى عام ونصف غائبا فكنت مشتاقا بالفعل إلى مصر ومستعد لتقبل أى متاعب هناك .. توقعنا فى مطار الإسكندرية أن نتعطل بسبب الكشف الطبى خوفا من أنفلوانزا الخنازيرولكن الله خيب ظننا فقد تم الكشف بسرعة البرق وذلك لأنه لا يوجد كشف أساسا ولا أى احتياطات كما نسمع فى الإعلام ليلا ونهارا .. خير .. الحقائب انتظرناها أكثر من ساعة ونصف لنزول 3 طائرات فى نفس التوقيت وطاقة المطار بالكاد طائرة واحدة والجمرك مهزلة بمعنى الكلمة كأنه تفتيش على مدخل عزبة صغيرة فى الأرياف ، بل لقد خرجت من المطار ببعض الحقائب ودخلت بدون جواز سفر دون أن يسألنى أحد عن شيء .. وجدنا سيارة من طرف السعيد فى انتظارنا وكنت أنا وياسر قد أعددنا طنا من أفخم الساندوتشات لإطعام السعيد المسكين طوال الرحلة وكان قد وعدنا بشهامة منقطعة النظير أن الساندويتشات فى مصر مهمته .. وبالفعل فتح أخوه الذى استقبلنا كيسا وأخرج منه بضعة أرغفة وعدة أقراص من الطعمية .. اشترى كل شيء بمفرده للتوفير طبعا .. مش غريبة ما هو أخو السعيد وانتم ما تعرفوش السعيد فاضحنا ف كل مكان .. طبعا أكلنا الطعمية اللى واحشانا بشراهة وسعادة ..

كان الطريق من المنصورة للإسكندرية مغامرة محفوفة بالمخاطر فالطريق فى غاية السوء وضيق للغاية والإشارات المرورية شبه معدومة ورغم أن السائق كان يطير إلا أن الله سلم ووصلنا بحمد الله .. انقضى يومان سعيدان بين استقبال الأهل والأصدقاء ومعرفة أخبار الجميع ، ثم بدأت الخروج .. المنصورة أصبحت كالقاهرة تماما فى ازدحامها الشديد وعدم النظام فى كل شيء .. وقفت فى شارع بورسعيد محدقا فيما حولى باستغراب حقيقى .. الشارع ليس فيه مكان لقدم والسيارات مكدسة فى كل مكان بطريقة مفزعة والقيادة هنا لا تحتاج إلى تدريب ومهارة ولكن المهم البلطجة والتهور وشغل الدراع ، وجعلنى هذا أتراجع فورا عن رغبتى فى استئجار سيارة أقضى بها الإجازة فقد حصلت على رخصة القيادة من الإمارات قبيل نزولى مباشرة بعد معاناة طويلة .. وأراد أحد الأصدقاء العائدين مثلى تأجير سيارة فاكتشف أنها ستتكلف 300 جنيه فى اليوم الواحد !! .. أما عن المواصلات فحدث ولا حرج .. فالمواصلات العامة كالسرفيس وخلافه علب سردين ونادرة جدا من الأساس ، أما التاكسى فقد أصبح خيالا علميا فالمعتاد أن تقف ما يقارب الساعة لتحظى به لأنه ينتقى الركاب بعناية فائقة ويرصهم رصا داخل التاكسى فى المشوار الواحد ، ويكفى أن أقول إن صديقا عائدا أيضا اتصل بى للسؤال عنى فسألنى بجدية :

- إيهاب إنت جاى من إمتى ؟

- من شهر تقريبا ..

- وقفت تاكسى ولا لسة ؟ ..

والغريب انتشار ذلك الكائن الكريه المسمى التوك توك فى المنصورة والخلل الذى يحدثه فى الشوارع لأن معظم سائقيه من صغار السن .. وبهذه المناسبة فقد سألنى صديق سؤالا علميا عجزت عن إجابته فقال :

- لو معاك جنيه واحد وعايز تروح القمر تعمل إيه ؟

- مش عارف ..

- تعمل عملة سودا توديك ورا الشمس ومن هناك تاخد توك توك بجنيه يوديك القمر .. هههههههههههههه ..

وهكذا دائما فالشعب المصرى قادر على تحمل كل النوائب بصبر عجيب ممزوج بخفة الدم ..

( الصورة بالأعلى من جريدة الإمارات اليوم – عدد 21 يونيو 2007 .. اضغط على الصورة لقراءة الخبر كاملاً .. نقلا عن مدونة إماراتية كتب صاحبها مع الخبر :

اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه وأن لا يكون المسؤول عن المشروع من المصريين ) .

ومن النوائب الغريبة التى ضايقتنى ، اختفاء صناديق القمامة من الشوارع نهائيا وأقسم أننى مشيت مسافة تقارب الكيلومتر بحثا عن صندوق فلم أجد فاضررت لوضع كيس القمامة فى الشارع .. وأين ؟ .. بين حديقتين .. فبين كل حديقتين هنا تجد كومة كبيرة من القمامة .. عدت إلى البيت مستفسرا فقيل لى إن هذا هو الحال الآن وعليك أن تختار الحديقة المناسبة بمعرفتك .. هى الحكومة هتعمل إيه ولا إيه ..

أما المصالح الحكومية فقد تطورت تطورا مذهلا فمنذ عشر سنوات تقريبا ونحن نسمع عن الحكومة الإلكترونية وتسهيل خدمات المواطنين ولكن يبدو أن علم الإلكترونيات توقف هنا عند الراديو الترانزيستور على أقصى تقدير .. فالروتين والتخلف الوظيفى منتشر كالمعتاد وعليك لتوقيع أى ورقة أن تنزل وتطلع عشرات المرات حتى تطلع روحك نفسها ولحسن حظى المعهود فقد وجدت مشكلة فى إجازتى السنوية حيث كانت من شهر فبراير إلى فبراير التالى فوجدتهم قد جعلوها إلى أغسطس فقط نهاية العام الدراسى وطلبوا منى تجديدها كل سنة من أغسطس حتى فبراير ، أى أن أقوم بإجراءات الإجازة مرتين فى السنة وقد ظللت يوما كاملا – ركبت فيه 7 تاكسيات والله العظيم – لأفهم فقط ما السبب فى ذلك وبالطبع لم أفهم شيئا مع العلم أن زملاء كثيرين مثلى جددوا إجازاتهم عاما كاملا وهم معى فى نفس الموعد تقريبا .. فى الإمارات داخل أى مصلحة حكومية تجلس محترما منتظرا دورك الرقمى وتذهب إلى موظف واحد ينجز لك عملك على الكمبيوتر فى عدة دقائق ، سواء فى المستشفى أو الشرطة أو المرور أو المنطقة التعليمية وخلافه .. فى الإمارات عمال نظافة يدورون فى الشوارع ليلا ونهارا والشوارع تبدو كأنها مغسولة دوما .. عندما يقع حادث مروري ينزل القائدان بهدوء من سيارتيهما ويتصافحان ويتصل أحدهما بالشرطة مبتسما فتأتى سريعا وتقوم شركة التأمين بالإصلاح وينتهى الأمر .. وعندنا ينزل القائدان وبيد أحدهما شومة وبيد الآخر مفتاح إنجليزى وتتفجر الشتائم وربما الدماء وتأتى الشرطة بعد مدة طويلة لتقف فى صف القوى ومن لديه واسطة فقط .. إنهم ليسوا أفضل منا .. نحن نمتلك مقومات حضارية كثيرة عبر التاريخ وقدرات مذهلة فى العمل والإنتاج وطاقات إنسانية فى غاية الجمال والنبل .. ولكن كل هذا توارى تحت ضغط حياة لا ترحم واقتصاد بالغ السوء وحكومة تضغط وتضغط على الناس وكلها ثقة فى تحملهم المستمر .. هناك فى الخارج ، قوانين تحترم إلى حد كبير وعندنا توضع القوانين لتخترق فقط .. هناك تدخل لتشترى أغراضك ببساطة وسرعة دون أن تشعر أن أحدا يسرقك وهنا تشعر دوما أن أحدهم يضع يده باستمرار فى جيبك .. فالاستغلال لأقصى حد وفى كل شيء ..

إلى أين نسير ؟..