عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الاثنين، 14 يوليو 2008

( ست الحزن ) ( ذكريات مسلسلة ) ( الجزء 2 - مجموعتنا )



( ست الحزن ) ( الجزء 2 - مجموعتنا )
" تحت قيادة هذا الأب

العمرى حبيب القلب
يعمل هذا الجمع الآلق
من مكتبه شعرى شب
يسقينا تاريخ الطبرى
يغمرنا دوما بالحب
هذا الجمع الآلق يحوى
أبطالا قد رفضوا القهر
فرسانا يبغون الطهر
بالشعر يواسون الأقصى
والبوسنة ومياه النهر
ها هم بالشعر يطيرون
عبر البر وعبر البحر
كى يسمعهم كل العالم
وقت الليل وعند الفجر
هيا يا سامع أشعارى
كى تسمع ما قال الدهر" .

لأننى لم يكن لى أية علاقة بالجنس اللطيف كما يدعون ، فقد كنت أردد لنفسى دائما أن علىّ الاحتفاظ بمشاعرى كاملة دون مراهقة حتى أجد من تستحق مشاعرى الحقيقية الناضجة وقتها .. كنت أُصبر نفسى غالبا ، فلم تكن لى أي صلة بهن طوال المرحلة الثانوية اللهم إلا رد التحية وتبادل الحديث المقتضب حول الدراسة أثناء أحد الدروس مثلا وحتى عندئذ كانت حمرة الخجل تعلو وجهى ...

وفى نهاية السنة الثانية من دراستى الجامعية بكلية التربية ، تقريبا فى عام 1993 تعرفت على الدكتور ( عمر الشبراوى ) تلك الشخصية البديعة الآسرة التى ملكتنى من اللحظة الأولى .. كنت بقسم الرياضيات وهو أستاذ تاريخ إسلامى فلم يسعدنى الحظ إذن بأن أكون تلميذه .. هو مفكر فى التاريخ الإسلامى من الطراز الأول ولديه حس أدبى راق ووعى سياسى مذهل ، أستطيع أن أقول بلا مبالغة أن لديه خبرات مدهشة حول معظم الأشياء حتى كرة القدم التى لا أحبها .. أما عن حسه الإنسانى فالحديث يطول وأنا الليلة مشغول معكم بست الحزن ولكن يكفى أن أقول إن علاقتى به استمرت حتى هذه اللحظة بشكل عائلى لقرابة 14 سنة كاملة ..

توطدت علاقتى به كثيرا فى عامى الجامعى الثالث وبدأت مجموعة اللجنة الثقافية والمنتدى الأدبى تتكون .. زملاء وزميلات من مختلف الأقسام فى البداية ثم من مختلف الكليات بسرعة البرق وكان منتدانا الأدبى زاخرا بمواهب مدهشة ترعرعت على يدىّ دكتور عمر بسرعة مذهلة .. ومن بين المجموعة الكبيرة تكونت مجموعة أصغر تضم حوالى 10 طلاب وطالبات وكنا لا نفترق تقريبا طوال اليوم الدراسى .. كان معظمنا يهوى ويمارس الشعر أو القصة أو الفن التشكيلى ، وآخرون يهوون الاستماع ..

كانت هناك روح جماعية رائعة تجمعنا .. فى مكتب دكتور عمر الذى كان مفتاحه معنا ، أو على سلم الدور الخامس وبوفيه الحاجة أم على ، أو فى مطعم نجف المقابل لباب كلية التربية مباشرة .. وأحيانا كثيرة بعد أن ننهى كثيرا من أعمال المنتدى بمكتب دكتور عمر ، كنا نفترش المكتب وهو معنا بساندوتشات الفول والطعمية وأطباق الكشرى لنأكل أشهى وألذ طعام تذوقناه ونضحك من قلوبنا أصفى وأجمل ضحكات لم تتكرر فيما بعد ..

مضت السنتان الأخيرتان من دراستى الجامعية كالحلم الجميل وكانت لنا أيام رائعة لا تنسى قبل أن تبدأ سلسلة الحزن المميت لكثيرين بالمجموعة .. لقد تحدثت فى خواطرى ( ذكريات وتساؤلات ) هنا فى المدونة عن صديقى محمود سليمان وحادث موته البشع

- اقرأ قصته هنا -

وها أنا ذا سأروى الحادث المأساوى الثانى فى مجموعتنا والخاص بست الحزن ..

يحلو لى أولا ذكر بعض مقاطع أخرى من قصيدة ملحمة المنتدى الأدبى عن المجموعة فلتسمحوا لى ، فهى تضفى ظلالا إنسانية هامة وضرورية للحكى قبل بدء فصول المأساة ..

( هلال )
هل هلال الشعر بأرضى
يملأ وطنى يحمى عرضى
يقتل فىّ اليأس الأعمى
يجبرنى ويكسر قيدى
يدخلنى مسجدنا الأقصى
أتوضأ وأصلى فرضى
-------------------------------

( بهية )
يا إخوانى هذى بهية
بنت غراء ونقية
فى عينيها أجد القدس
أجد كرامتنا العربية
ألمح أهرامى تتحاكى
عن طهر البنت المصرية
فى عينيها يا إخوانى
النيل يعيش الحرية
----------------------------
( هبة )
أما هذى هبة الله
تهب الخير بغير حدود
تقتات الألم لكى نبقى
عن حلم الأحلام تزود
من أجل الحرية تحفر
للقتلة مئة أخدود
وتعلم أطفال القرية
كيف يهدّون التلمود
-------------------------
( أحلام )

ننتقل لسنبلة أخرى
يا إخوانى هى أحلام
شاعرة فى زمن الردة
تستأصل فينا الآلام
تعطينا الحرية نكتب
تمنحنا حر الأقلام
وقصائدها الإنسانية
تستصرخ فينا الأحلام
------------------------
( محمد عبد السميع )
أما هذا الأخ محمد
قالوا عنه شربينىّ
لكن علمى يا إخوانى
أن محمد من بلقاس
ولد مغوار عباس
من كلماته خرج اللؤلؤ
خرج الماس
أيضا من أحشاء حروفه
نبت الغلّ .. نبت الآس
إن محمد يا إخوانى
يصنع قنبلة نووية
من أشعاره
فى بلقاس
----------------------------
( وائل )
هذا يا إخوانى وائل
هب لينصر مصطفى كامل
يقتص لعمر المختار
ويجهز سما للقاتل
ويبرئ ساحة داوود
من نجمة أبناء الباطل
----------------------------
( رفيق )
أما هذا الولد رفيق
ولد رسام من طيبة
ولتانيس كان أمير
يرسم واقعنا فى لوحة
فى منف ينفخ فى الكير
حتى تحترق الأحقاد
ويخر الهكسوس أسير
ويعود ليرسم خارطة
طاهرة بعد التحرير
يجلس فى الشرفة منتصرا
ويدندن أنغام " منير "
----------------------------
( فيصل )
هذا يا إخوانى فيصل
ولد حر من شيشان
بين الصبية ينشد شعرا
ويرتل آى القرآن
يصنع أقلاما وسيوفا
كى تقتص من الطغيان
يزرع فينا عمرا آخر
خال من لون الأحزان
--------------------------
( كريمة ) ( ست الحزن )
أما هذى البنت كريمة
منحتنا أجمل ترنيمة
تقتلع جذور الإرهاب
كى تبقى إيزيس كريمة
وتؤاخى بين اليمنيين
فى الصومال تقيم وليمة
وتهدد أبناء القردة
بحروب ستكون أليمة
------------------------
( إيهاب ) ( والله العظيم أنا )
يا إخوانى هو إيهاب
قصاص بطل من مصر
ابن شرعى ّ لنجيب
يمنحنا قصصا رائعة
تكتم صرخات التغريب
تحمى فينا شرقيتنا
وبإيمان جد عجيب
يبنى مدنا للإسلام
ويؤذن فى تل أبيب .

----------------------------------------------------------

هذه صورة أهم أعضاء المجموعة على سلم الدور الخامس بالكلية :


وهذه صورتى مع دكتور عمر فى مكتبه :


" أنا على يسار دكتور عمر والراحل محمود سليمان على يمينه "

اسمحوا لى بذكر لمحة عن هؤلاء الأعزاء أولا قبل الدخول إلى الموضوع :

· الفرعون رفيق : هكذا يسمى نفسه ، أو غريب يبحث عن ميناء ، أو على وجه الدقة الذى كان يبحث عن ميناء فقد تزوج من زميلتنا الميناء ( د ) ولم يعد لديه وقت بالطبع للبحث عن شيء غير الفلوس ، فنان تشكيلى موهوب ، كان أيام الكلية " أشيك واد فى روكسى " وأرقنا وأكثرنا تهذيبا والمعجبات حوله طوابير وهو الوحيد الذى تزوج بزميلة من المجموعة ( ومن يومها طبعا بيشد فى شعره ) على الأيام التى ضاعت قبل معرفتها طبعا لأنها ستقرأ هذا الكلام ، كان الله فى عونها منه لأنه مدمن ألعاب كمبيوتر بطريقة مرضية وترك الفن من أجل الدروس الخصوصية .. واحشنى يا روقة ، بس بطل ندالة واسأل على هلال ومحمود ولا انتم مش بتتجمعوا من غيرى . ( هنا لوحته الرائعة شاهدها ) .

· عمو هلال : أعقلنا وأكبرنا مقاما وتاج رؤؤسنا ، فلتطمئن زوجته فلم تكن له أية مغامرات عاطفية إلا إذا كان حويطا جدا ، هلال كان شاعرا رقيقا أيضا ترك الشعر من أجل الدروس أو ربما السوبر ماركت الذى افتتحه .. وا أسفاه علينا يا رفاق ، كلنا معتزلون ؟ .. هلال باختصار الرجل الذى لا تغيره الأيام ..

* هذه قصيدته ( انعتاق الحروف ) بصوته :

.

" فى صورة التسجيل الصوتى من اليمين رفيق وأنا وهلال ومحمود "

· محمود صالح : شريكى فى الحزن دوما قبل الفرح وأنا أيضا شاركته كثيرا فى حزنه .. آسف .. شاركته كثيرا جدا جدا فى حزنه .. فهى متجددة دوما .. دمه شربات رغم حزنه وقلبه قلب طفل وعقله أيضا أحيانا ، زمان كنت آكل شارب نايم فى بيته بفضل الحاجة والدته أطال الله عمرها ، الآن بعد زواجه لديه تعليمات عليا من زوجته ربما إنه مايعرفش الأشكال دى .. ياما قلت لك إنك فقر يا محمود ، صوتك فى الشريط مش واضح وماعرفتش أنزله .. سلم على مجد ومروان .

· شريف صقر : رجل المهام الصعبة ، طبيب تخدير ممتاز - 50 % من حوادث موت المرضى يسأل عنها - وعلى وشك الدكتوراة ، بعد عمله كطبيب انتسب إلى كلية الآداب قسم تاريخ لعشقه للتاريخ وتخرج منها - مخه لاسع طبعا - هذا إلى كونه قاصا متميزا جدا ولكن أيضا لا مفر من إضافة كلمة سابقا ، كان من أقرب الناس إلى قلبى دوما وعسى أن يظل رغم البعد واحدا من آخر الرجال المحترمين كعهدى به ، للأسف ليس معى صورة ولا أية تسجيلات له ، أشواقى يا أبا مريم .

· وائل ياسين : شاعر عامية كثير القراءة ، دمه شربات ومقرب للجميع ، يأتى دوما مصحوبا بالفرح والبهجة وإن لم يكن قلبه مبتهجا .. كنت أشعر دوما أنه أخى الأصغر الحبيب آخر العنقود سكر معقود .. يا ترى أخبارك إيه يا وائل يا جميل ؟ .

* هذه قصيدته بصوته :

* عفوا للإطالة عليكم ، لكن حديثى عن الأحبة ربما يعطيكم صورة عن حياتنا ومشاعرنا فى تلك الفترة وليتها تعود ، لنعد الآن إلى ست الحزن ..

---------------------------------------------------------------------

جذبت ( كريمة ) انتباهى تقريبا فى نهاية الترم الأول من العام الثالث بالكلية .. بدأ الأمر باحترامى الشديد لها فقط وكانت هى أيضا تحترمنى احتراما غير عادى على حد تعبيرها .. كانت بقسم اللغة الفرنسية ، تكتب الشعر وتشارك بصوتها فى تقديم الندوات والمهرجانات الأدبية التى نعدها ..

كانت أكثر الفتيات تميزا باعتراف كثيرين وعلى رأسهم دكتور عمر، أهم ما شدنى لها هو إحساسها العالى واتزانها فى التفكير وأنبه إلى أن كل ما أذكره هنا عنها ليس من خيال شخص محب وفقط ولكنه بتقرير الجميع ربما ، على الأقل قبل أن يحدث ما حدث ، فالواقع أن تتابع الأحداث سيجعلكم تشكون كثيرا فى مسألة الاتزان هذه وربما فى أشياء أخرى ولكن تذكروا أننى أكتب بعد سنوات كثيرة جدا ، لذا أنتم مضطرون للتصديق حتى لو صدمتكم المفاجآت غير المعقولة بعد حين ..

تقبلتها شعوريا وفكريا إذن من البداية ، صوتها كان فى أذنى من أشجى الأصوات وهى تلقى الشعر وكنت أتصور أنها تنطق حرف النون بالذات بطريقة متفردة ، الحقيقة أن عندى تسجيلات بصوتها ربما أنعم عليكم بسماع بعضها بعد قليل .. المهم .. ملامحها كانت نبيلة جدا وكنت أحس فى عينيها بمزيج من المرح وشقاوة الأطفال والحزن والشفافية .. كل هذا لم أكن أسميه حبا ولكن مجرد إعجاب أو راحة نفسية ، ربما لم أكن أود الاعتراف بالحب لأن ظروفى لم تكن تسمح بالارتباط ولكن بمرور الأيام بدأ الأمر يشغلنى أكثر وفى نهاية السنة الثالثة أصبحت أتمنى رؤيتها ليلا ونهارا وحرصت ألا يلاحظ أحد شيئا علىّ من المجموعة فتحدثت مع صديق لى من كلية الطب من خارج المجموعة ..كانت هناك أشياء بسيطة توحى لى بحبى لها ، مثل رحلتنا الأولى إلى الإسكندرية فعندما وجدتها معظم الوقت بصحبة رفيق كنت فى أشد حالات الضيق وعندما لعبت معى الراكت كان قلبى يحلق مع الكرة فى الهواء ، وأيضا كنت لا أزال أسمى مشاعرى إعجابا ، ولكن حين جاءت الإجازة الصيفية حدث أمر جعلنى أعترف وأقرُّ تماما بحبى لها .. كنا نجتمع مع دكتور عمر فى الإجازة الصيفية فى جزيرة الورد ونادى الهلال الأحمروكانت هى تأتى باستمرار، حتى جاء يوم قالت لى في إن جو الندوات فى الإجازة لا يعجبها خاصة مع غياب دكتور عمر أحيانا ، وجدتنى تلقائيا أقنعها بضرورة مجيئها وبأن الجو سيتحسن حتما ، رغم اقتناعى بأنها محقة فيما تقوله .. وتباعدت فترات مجيئها بالفعل وكنت أتصل بها تليفونيا أحيانا لأبلغها الأخبار كما طلبت هى ، ولأسمع صوتها كما أريد أنا .. وعندما انقطعت تماما عن المجئ قضيتُ أياما كئيبة للغاية وكنت أفكر فيها ليلا ونهارا بلا مبالغة وهنا فقط تأكدت أننى أحبها وكتبت فى هذه الأيام قصتى القصيرة جدا :

( أقراص النسيان )

لما غابت عنه أول مرة أحس أن شيئاً ما ينقصه ، فابتلع قرصاً من أقراص النسيان ولم يهتم .. وفى المرة الثانية همس له قلبه بأنه يحبها فصم أذنيه مستنكراً وابتلع عشرة أقراص مرة واحدة .. وفى الثالثة استحال همس قلبه إلى صراخ ونحيب فابتلع علبة الأقراص كاملة .. وفى الرابعة - حين غابت أيضاً - لم يملك إلا أن يشارك قلبه فى البكاء.

----------------------------------------

تساءلت بالتالى : هل تحبنى هى أيضا ؟ .. كنت أعرف أن الإجابة غالبا هى لا لأنها لم يبدُ عليها أى شيء غير عادى ناحيتى أكثر من الود والاحترام ، وكان لابد من اتخاذ خطوة إيجابية فإما أن تكون تحبنى ولا يظهر عليها شيء كما كنت أفعل ، وإما أن أعرف أنها لا تحبنى فأنجو بنفسى سريعا من الوقوع فى الحب من طرف واحد الذى كنت ولا زلت أعتبره من أشد الحماقات ..ظللت أذهب للكلية كثيرا لعلنى أراها مصادفة قبل بدء السنة الرابعة وقررت أن أصارحها بمشاعرى فى أول لقاء .. وفى الأسبوع الثانى من الدراسة فى العام الجامعى الرابع والأخير رأيتها وجلست معها فى الكلية لكننى خفت أن أضيع سعادتى بلقائها فلم أتحدث .. وفى المرة التالية قلت لها إننى أريدها فى أمر هام ودخلنا إلى الجامعة وجلسنا معا لأول مرة فى مكان غير الكلية ، أذكر ذلك المكان بالطبع كان بالقرب من نادى أدب الجامعة .. وجدتها مندهشة من ترددى واضطرابى وكانت دهشتها دليلا على أنها لا تدرى شيئا مما بداخلى .. أخذت ألف وأدور حول الموضوع من بعيد ، فتسألنى هل يخصنا الموضوع أنا وهى ؟ فأقول : نعم .. وأسألها : أليس لديها فكرة عما أود قوله ، فتقول : لا ..

وتسألنى ضاحكة : هل تريدنى واسطة لأحد ؟ فأقول : بل أريد واسطة لك أنت .. فتتجاوز هى الكلمة .. تحدثنا كثيرا جدا فى ذلك اليوم ، فحدثتنى عن والدتها وكونها رأت الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين وأنها تعتبر أحلامها رؤى تتحقق ، ولم أكن أعرف وقتها أن هذه الأحلام سيكون لها دور هام فيما بعد فى قصتنا .. انتهى اللقاء بحزن شديد منى وقد عرفت أنها فهمت ما أريده ولكنها لم تشأ إحراجى ، وقمنا دون أن أقول شيئا صريحا لكننى قلت كلاما كثيرا يفهم منه أى طفل صغير أننى أريد أن أقول : أحبك ..

عزمت بالطبع أن تظل مجرد أخت عزيزة وأن أتناساها بمنتهى الحزم .. وحين أوشكت على النسيان جاءت الصدمة الثانية ..فقبل ثلاثة أسابيع من امتحانات الترم الأول – إننى أذكر التوقيت جيدا لأن أمامى دفتر مذكراتى – كنت بالمنزل أستعد للخروج لمقابلة صديق بنادى الهلال الأحمر وقبيل خروجى بدقائق دق جرس الباب وفتحت شقيقتى الباب لتجدها هى ..

( كريمة ) ومعها ( هند ) زميلتنا .. كانت مفاجأة مدهشة لأنها رأتنى فى الكلية صباح ذلك اليوم ولم تقل شيئا بل ولم تكن تعرف عنوانى أساسا .. كانت والدتى تعرفهما من حديثى المستمر عن المجموعة كلها وكانت شقيقتى معى فى كلية التربية وتعرفت عليهما هناك ولكن بالطبع لم يتصور أحد ولا أنا أن تأتى فجأة هكذا ولماذا ؟ .. قالتا إنهما كانتا قريبتين من المكان وكانت فكرة كريمة أن يحاولا الوصول وهما لا يعرفان المكان سوى بالشبه أو التخمين .. جلسنا فى جو من المرح والود بعض الوقت وخرجت لتوصيلهما .. أود أن أسجل أن والدتى حين عدت قالت إنها شعرت للوهلة الأولى أن هناك شيئا بينى وبين كريمة بالذات وليست هند مثلا ، فقلت : للأسف لا ..

عندما خرجت لتوصيلهما اكتشفت أن الزيارة ليست عادية وأن كريمة تريدنى فى أمر هام ، جلسنا فى نادى الهلال الأحمر وانصرفت هند حين لاحظت أنها لا تريد الحديث أمامها .. سألتنى : هل لك تجارب عاطفية ؟ .. فاندهشت لأن المفروض أنها تعرف أن لى تجربة واحدة فاشلة معها .. وقلت لها بهدوء : نعم .. أخذت تشجينى بأنها كانت تحب زميلا لنا ووعدها بأنه سيخطبها بعد تخرجه لكنه قال لها منذ يومين أن تنسى كل شيء وتعتبر نفسها مجرد صديقة !! ..

شعرت لحظتها بأسى هائل حاولت فيما بعد وصفه فى قصتى ( انكسار ) :

( انكسار )

حين أخذت أنفاسه تضيق شيئاً فشيئاً .. حين استحالت الألوان جميعها إلى لون واحد أسود .. أصر أن ينتزع ذلك اللعين الرابض بأعماقه ... أخذ ينقب عنه فى قلبه .. أخرج قلبه الطفل ووضعه أمامه .. فتشه ركنا ركنا .. أزال عنه تراباً كثيفاً وعصر دماه قطرة قطرة ، لكنه لم يستطع إمساكه ، فأعاد قلبه إلى صدره .. غاص داخل تلافيف عقله .. حاكم أفكاره محاكمة عسكرية وحاول شنق كل ذكرياته الحزينة ، لكن حزنه كان يزداد اشتعالاً .. لحظتها أدرك أنه يحاول إمساك الهواء بأصابعه ، أن حزنه كائن هلامى يختلط بأنفاسه ويحتل جميع مسامه .. لابد أن حزنه الآن – أينما كان – يمتطى ويخرج له لسانه بشماتة .. أحس أن راحته فى البكاء .. تمنى لو ينفجر باكياً بصوت عالٍ .. أخذ يستمطر دموعه بتوسل ولكن حتى دموعه أبت . - تمت -

-----------------------------------------

فلماذا اختارتنى بالذات وهى تعرف أننى أحبها ؟! .. انتابنى صمت وشرود شديدان وتساءلت هى عن صمتى فقلت لها : ألم تعرفى ماذا كنت أود قوله حين جلسنا معا منذ شهر ؟ فقالت مبتسمة : آه .. انت كمان كنت بتحب واحدة فى المجموعة وكنت عايز تقول لى ..

- انتى ماعرفتيش الواحدة دى مين ؟

- لا .. بس من كلامك دلوقتى إوعى أكون ............؟!!

وادعت يومها أنها لم تكن تفهم أنها هى ، ولكننى عرفت من محمود صالح بعد شهور أنها حكت له وأنها كانت تعرف ، وبعد سنوات طويلة حين سألتها عن هذه النقطة اعترفت أنها كانت تعرف وقالت إنها كانت تود أن تعرف من رد فعلى إلى أى مدى أحبها وإنها رأت فى عينى ليلتها حزنا رهيبا جعلها تصدق أننى أحبها بصدق ، لم أقتنع بحجتها هذه فى الواقع حتى هذه اللحظة .. المهم ..أوشكت امتحانات الترم الأول أن تبدأ وكنت كالمعتاد لا أذاكر سوى قبيل الامتحانات ونجحت بحمد الله فى الترم الأول رغم عدم تركيزى نهائيا وبدأت أستعيد قواىّ ومرحى وسط المجموعة وكانت الفترة القادمة بالفعل من أجمل أيامى مع المجموعة وزادت صلتى وتوطدت بكثيرين منهم وكنت بالفعل خلال هذه الفترة مرحا بطريقة غير عادية جعلتهم يتساءلون عن السبب ، حتى كريمة نفسها تساءلت .. كنت أحاول أن أثبت لنفسى أننى قوى وقادر على النسيان وبالفعل تصورت أننى نسيت ولم يبق من حبها سوى سعادة خافتة برؤيتها أكثر من الأخريات وكان هذا الشعور يضايقنى وحين أضبط نفسى متلبسا به أتعمد الهرب من أى تجمع يجمعنى بها عقابا لى على هذا الشعور ، فاعتذرت عن حضور عيد ميلاد رفيق فى منزله بحجة أن لدىّ موعدا هاما ، وسألتنى هى بالذات عن السبب الحقيقى فقلت لها إننى أشعر ببعض الضيق بلا سبب .. ومرة أخرى كنا جميعا فى جزيرة الورد وكان يوما جميلا واقترح بعضهم أن نأخذ مركبا فى النيل ووجدتنى فى لحظة غباء يمر بخاطرى أننى بالفعل أود أن آخذ مركبا ولكن أنا وهى فقط .. مجرد مرور هذا الخاطر جعلنى أرفض الذهاب معهم وكالمعتاد أخذت هى تلح علىّ لكننى رفضت .. الغريب أننى خلال هذه الفترة التى كنت أحاول فيها الابتعاد كانت هى تقترب أكثر من المعتاد وخاصة فى رحلتنا الثانية إلى الإسكندرية حيث قضت الرحلة كلها برفقتى ، كنت سعيدا بالطبع فلم أشأ أن أفسد الوقت بالتفكير معتقدا أن قربها كان تلقائيا بمرور الأيام ولكن سيتضح أنه كان متعمدا بعد قليل ..

---------------------------------------------------------

وكأن الرياح لا تهب إلا أوقات الامتحانات .. فقبل امتحانات الترم الثانى بحوالى شهر واحد كنت عند محمود صالح بمنزله ، بالتحديد يوم 22 / 4 / 1996 وجدتها تدخل هى وبهية ، لى تعليق هام هنا سيخرجنا عن الأحداث ولكنه ضرورى .. كانت كريمة وبعض الزميلات تعودن على زيارة والدة محمود فى منزله وكنا جميعا نحب والدته حفظها الله وشفاها ، كان كل منا يحدث عائلته عن علاقته بأعضاء المجموعة ويحضر معه إخوته فى الرحلات الجماعية فنشأت شبه علاقة عائلية سطحية كانت تسمح لنا ببعض التصرفات التى تبدو خطأ شنيعا فى نظر البعض وكنت أنا ومحمود أنفسنا نتحدث عن هذه النقطة كثيرا جدا ، كزيارات بعضهن لمنزل محمود ، صحيح فى وجود والدته ولكن الأمر أرقنى أنا كثيرا ، ولكننى وبعد مرور كل هذه السنوات لا أزال ألتمس العذر لى وللجميع فقد كنا نعتمد بالفعل على نقاء سرائرنا وقلوبنا - على الأقل وقتها - وهو شيء لا أزال أثق فيه ثقة عمياء ، كنا نتعامل معهن بمنتهى الأدب والرقى والوضوح ، وليغفر الله لنا إذن هفواتنا إن كانت ..

لنعد إلى ست الحزن ... عندما هممت بالرحيل قالت كريمة إنها تريدنى فى موضوع هام .. تشاءمت لأننى أصبحت أخاف من مواضيعها الهامة ، نزلنا نحن الأربعة وطلبت منى تجاهل موعد لدىّ لتتحدث على مهل .. سرنا طويلا جدا لأكثر من ساعتين ، كان محمود وبهية يسبقاننا فى السير لنتحدث بحرية وكان منظرنا مضحكاونحن نتشاجر لأنها بعد تعطيلى لأكثر من ساعة قالت إنها لن تستطيع الكلام وعلىّ أن أرحل للحاق بموعدى ، أقسمت أننى لن أرحل حتى لو سرنا للفجر .. كانت مرتبكة بصورة عجيبة وبعد عدة مشاهد كوميدية لذيذة بالشارع بدأت تتحدث .. قالت إنه حديث يتعلق بحديثى معها فى الجامعة ، قصدت ذلك اليوم الذى كنت أحاول فيه التصريح لها بمشاعرى ، ولم أتصور كيف يمكن فتح ذلك الموضوع فتخيلت أنها ستخبرنى أن إحداهن تحبنى مثلا ، أو ستحدثنى عن أى موضوع عاطفى يخص آخرين .. عادت إلى الصمت ورفعت صوتى معنفا ومحمود وبهية يضحكان على منظرنا وأصرت المجنونة أنها لن تتحدث وأنها أخطأت بإخبارى أساسا عن وجود موضوع ما ، ولما رأيت ترددها الغريب اقترحت عليها أن تكتب ما تود قوله فى أوراق وتعطيها لى غدا ففرحت بالفكرة وقالت ستكتب العنوان الآن .. أقسم أننى حتى هذه اللحظة لم يخطر ببالى ما ستكتبه مطلقا ولكن حين اشترطت علىّ أن أقرأ الورقة ولا أتحدث معها الآن مطلقا وأن أذهب للسير مع محمود وبهية بلا تعليق ؛ بدأت أخمن مذهولا ما ستكتبه هذه المجنونة .. كتبت كلمة واحدة وهرولت إليهما وتركتنى أحدق فى الكلمة مذهولا .. كانت كلمة " بحبك " .. الذهول وعدم التصديق كانا أكثر من الفرح ، فكيف وقد أفهمتنى منذ ثلاثة شهور فقط أنها لا تحبنى ، بل وقالت بعدها إنها كانت تحب آخر ؟!! .. اعتبرت عدم رغبتها فى الحديث مجرد خجل لكنها قالت إنها لا تريد الحديث فى الموضوع نهائيا ويكفى أن أعرف وفقط !! ..

كتبت ليلتها بعد منتصف الليل قصتى ( عقلة الإصبع ) :

( عقلة الإصبع )

رآها .. ورغم أنها كانت هناك بعيدة .. بعيدة جدا , إلا أن قلبه أكد له أنها هي .. بخطوات واسعة لاهثة هرول تجاهها .. بعد فترة غير قصيرة من العدو تنبه إلى أنه وحده يتجه إليها , بينما هي ثابتة .. تسمر مكانه .. لحظات ورآها تسير نحوه في لهفة .. حين اقتربت منه تمنى لو يحقق أمنيته الأبدية : بعصا سحرية ما يقلصها في حجم عقلة الإصبع ويدخلها قلبه ويتركها تسري عبر شرايينه وأوردته ويظل يتنفسها طوال عمره ... أفاق من أمنيته مذعورا ليجدها قد تجاوزته .. ملتاعا يكتشف أنه يسير نحوها وتسير نحوه ولكن .. في طريقين متوازيين لا يلتقيان .

- تمت -

----------------------------------------------

وبت الليلة وأنا أحلم بالأيام القادمة وبأنها ستقنعنى كيف أحبتنى سريعا هكذا أو كانت تحبنى من البداية ، المهم أن تكون الأيام القادمة خاتمة للحزن وبداية لعلاقة طبيعية وجادة ، لكن كلمتها لى فى هذه الليلة جلبت لى فيما بعد أحزانا متواصلة وخلفت لى ذكريات غريبة وأحداث لا نشاهدها فى أكثر الأفلام الدرامية القديمة ..

فى اليوم التالى سألتها فى الكلية هل ما قالته أمس صحيح أم مجرد هلوسة ليل ؟ فقالت : صحيح طبعا .. قلت : متأكدة ؟ .. قالت : نعم ؟.. وقالت إنها لن تقول شيئا كهذا دون أن تتأكد بدرجة ألف فى المئة .. سألتنى هى لماذا أسألها إن كانت متأكدة أم لا ؟ ، فقلت لأن علاقتنا ستعتمد على هذا السؤال .. فقالت مبتسمة : مين قال إن هتكون بينا علاقة أصلا ؟

وأخبرتنى أننى أحبها وتحبنى ولكن لن نستطيع الارتباط بسبب ظروف قهرية من جانبها .. اعتقدت أنها تمزح بالطبع ولما أكدت كلامها لم أسألها مباشرة عن تلك الظروف ولكن سألتها ولماذا تصارحنى الآن بحبها بعد أن كدت أنسى ما دامت تعرف أننا لن نرتبط ؟ قالت إنها لما تأكدت من مشاعرها تجاهى أصبح من حقى أن أعرف هذه المشاعر بغض النظر عن النتيجة .. استعنت بصبر أيوب وأنا أسألها عن تلك الظروف القهرية لنحاول حلها وإن لم نستطع فليذهب كل منا فى طريقه بهدوء .. قالت إنها لن تستطيع بكل أسف أن تذكر تلك الظروف لأنها تمس آخرين ، ولأنها تثق فى تعقلى واتزانى فهى تنتظر منى أن أكتفى بهذا القدر من المعرفة وأسامحها بعد أن أشعلت مشاعرى من جديد بتصريحها وأنسى كل شيء .. وبالفعل تصرفت التصرف العاقل الوحيد الذى وجدته عندئذ .. قمت واقفا وتركتها ومشيت دون كلمة واحدة .. قامت ورائى وهى تستحلفنى أن أنتظر وأجلس .. كان أسلوبها يصيب الحجر بالغيظ وأعصابى مستهلكة بالفعل ، قلت لها إنها لو لم تتكلم فلتذهب إلى الجحيم ولا ترينى وجهها بعد الآن ، فقالت إنها ستتكلم ولكن الموضوع صعب عليها ويجب أن أتحملها .. وتكلمت ..

وليتها ما تكلمت .. أسمعتنى العجب العجاب وبدأت سيرة الحزن التى لم تنته أبدا .. الحكاية إلى الآن عادية - أعرف - ليتكم لا تملون فالآتى أغرب ما سمعتم والنهاية من أحزن كوابيسكم ولكن الصبر ..

سأختم هذه الحلقة الثانية بخير ختام ، إنه صوتها هى .. ست الحزن بشحمها ولحمها الذى حتما لم يتبق منه شيء الآن فى التراب .. يا الله .. يا لها من جملة بشعة بصفة عامة ، وحين تخص شخصا تحبه فإنها تكون أبشع ..

حين يمر شريط الذكريات الطويل برأسى وأعيد حساباتى وأتصور أننى لو كنت فعلت كذا ما كان سيحدث كذا وأنها ربما كانت ستظل معنا الآن ، يكاد رأسى يشتعل بلا مبالغة وأنا أتصورها الآن .. هل ارتاحت هناك ؟ .. هل كفت ست الحزن عن الحزن ؟ ..

فليرحمها الله .. ليرحمها الله .. ليرحمها الله .

* تسجيل صوتى لست الحزن :

* ( رجل وحيد )

ماذا تريدْ ؟

لا الهاتفُ الغافى بقرب سريرك المقرورِ

يحملُ ما تودُّ ولا البريدْ ..

ولا وجوهُ الأصدقاءِ بدفترِ الصورِ القديمةِ

تستعيدُ ملامحَ الزمنِ السعيدْ ..

يا أيها الرجلُ الوحيدْ

ماذا تريدْ ؟ ..

جدران حجرتك استحالت عالماً

فى ضيقِ صدركَ

يحتويك ولا يزيدْ

ماذا تريدْ ؟

ما زلت تطمعُ أنْ تُريقَ على جذوركَ

من رواء حديثها طللاً

يُعيدك للوجودْ ..

هى لم تجد فى صوتك المشروخِ

أغنيةً تُعلقُ صدرها بالريحِ

أغنيةً تُفتِّحُ فى ربيع الصدرِ أجفانَ الورودْ ..

ماذا تريدْ ؟

ما زلتَ تحلُمُ

أنْ يدقَّ بصدرها

ما دقَّ صدركَ من رعودْ

هى صدفةٌ جمعتْ خريفَكَ والربيعَ

وجاوزتْ كلَّ الحدودْ

ومضتْ كما تمضى الحياةُ

ولن تعودْ ..

بين الربيعِ وبين خاتمة الخريفِ

مواسمًُ الأمطارْ

والتذكارْ

والليلُ المعبأُ بالجليدْ

هذا خريفك فانتظرْ ..

علَّ الربيعَ يدقُّ بابَكَ

من جديدْ ..


هناك 10 تعليقات:

من اجل عينيك يقول...

قرأت القصة على أنغام أغنية منير ( لما النسيم )

( يا اعلى احساس شدني خلاني ادوب
خلاني احس اني بشر)

الدمج بين القصة والأغنية كان خرافياً
كان التأثير جباراً
كانت ذكرياتك مغرقة في الفرح الحزين
اتسائل : هل تعني النهاية أن تنتهي كل الأوقات الحلوة
وتتبخر الذكريات الجميلة
واللحظات الرقيقة ..
هل النهاية تعني أن لا يبقى من نار الذكريات المتوهجة إلا الرماد
والله أني يوم بعد يوم أتعجب من رقتك وأقف مندهشة أمامها
أنت رقة المشاعر و الذوق والأحترام والأهم ..أنت كل الرقي ..
ذكرياتك تملؤني بكاء في كل مره أقرأها
وتلك القصيدة التي تصف المجموعة كانت أكثر من رائعة
آه ما أجمل الذكريات وما أقساها وبرغم أنها مغرقة في الحزن
إلا أن روحك المرحة تنضح بين السطور
معلنه نفسها بقوة .. قائلة : أنا هنا لن تجهدني الأحزان أكثر

أعجبني الحياد والصراحة الذي تستخدمهم في السرد
فأن قلة قليلة من الناس من يملكون الصراحه التامة
والحياد في السرد عن أحبائهم
لم تصور لنا الحبيبة ملاك كما يفعل الجميع .. بل كتبت عنها بمنتهى البساطة لدرجة تقربها من القلوب
شعرت أنها طفلة تتخبط في آراءها وأحلامها
أشكرك استاذ ايهاب
أنت هنا تهدي السعادة والحنين للناس بكل ما تكتبه عن نفسك
وعلينا أن نشكرك على ثقتك بنا .. وعلى رغبتك في تقريبنا لقلبك الطيب
وعلى فيض المشاعر الرقيقة التي نشعر بها ونحن بين سطورك

بحماس انتظر البقية
البقية تحمل الأكثر .. والأهم

من اجل عينيك يقول...

http://www.darlila.com/forums/index.php?showtopic=6318&hl=


خذ هذا اللينك وأشترك بمدونتك
وصدقني حدسي يخبرني أنك ستنجح
طبعاً أنا مشتركة ولذا سيكون هناك تنافس :)

غير معرف يقول...

عاجز عن الرد على كلامك وكرمك برابط المسابقة يا ( من أجل عينيك ) ..
أرجو أن أستحق شيئا من كلامك وأعدك بأن كل حلقة ستكون أجمل من سابقتها حتى نصل إلى مسك الختام .. تحياتى وامتنانى .

من اجل عينيك يقول...

سمعت التسجيل
أقصد صوت ست الحزن فقط
..
لا أعرف كيف أصف لك ما شعرت به
الرهبة
الخوف
لا لا
قشعريره سرت في جسدي
أنا اسمع صوت فتاة تغني سعيدة
هذه الفتاة توفت منذ سنوات وذابت في التراب
هذا رهيب
مهيب
مخيف
عاجزة عن الوصف
عاجزة عن تفسير نوبة الأكتئاب التي حاصرتني منذ ظهر اليوم إلى المساء

هل تشعر بي استاذ ايهاب

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم
طيب انا فهمت انها رحمها الله باذن الله رحمة واسعة
كانت مريضة علشان كدة لم ترضى بالزواج صح؟؟؟
حضرتك مرهف المشاعر ودة مش غريب ابدا
وعندك اخلاص نادر مش عارفة اوفيه حقه الحقيقة
ربنا يبارك فيك
القصة اد ايه مشوقة ومليانة
ربنا يبارك في اولادك قريت تدوينة وصولهم
تحياتي لحضرتك وتقديري العميق
استاذنك في رفع كلمة التاكيد من التعليق

غير معرف يقول...

العزيزة من أجل عينيك : كيف لا أشعر بك ؟! وهل يمكن أن يشعر أحد بما شعرت به تجاه صوتها إلاى ؟.. تصورى معى لو أنك تعرفينها أو تحبينها مثلى تعرفين كيف سيصبح شعورك ..هل سمعت الراحل محمود سليمان وعرفت طريقة موته ؟

غير معرف يقول...

الأخت نونو :
شكرا لتواجدك .. لكنها بالطبع لم تكن مريضة وإلا كانت القصة عادية جدا .. تصورى ما هو أغرب وأبشع .
تحياتى .

نورانة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

شكرا نورانة لتواجدك وتعليقك .. بالنسبة لصوتها وهى تغنى ، بغض النظر عن اختلافى معك لكن عندما سجلنا ذلك الشريط الجماعى منذ سنوات طويلة ألقى بعضنا شعرا أو قصصا واختارت هى أن تغنى رغم كونها شاعرة ، لهذا فأنا لم أختر صوتها وهى تغنى من بين تسجيلات عديدة مثلا ، ثم لماذا تقولين إنك ستمسحين تعليقك ؟ يسعدنى تواجدك ومعرفة آرائك أيا كانت .. تحياتى .

نورانة يقول...

استاذ إيهاب شكرا لكريم استضافتك
و شكرا لقلمك المتألق