عمر وباسل

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

( شخصيات عرفتها ) ( 1 – د. نبيل فاروق )


( شخصيات عرفتها ) ( 1 – د. نبيل فاروق )

كنت فى الصف الأول الإعدادى عندما قرأت له لأول مرة وكان بالتحديد العدد رقم 6 من سلسلة رجل المستحيل ( قتال الذئاب ) وسرعان ما أدمنت السلسلة كمعظم أقرانى وقتها وتهافتنا على باقى سلاسله تباعا .. هو تقريبا أول من خصص سلسلة كاملة للحديث عن رجل مخابرات مصرى ، كنا ننتظر موعد رواياته بشغف ونلتهم سطورها التهاما .. ثم تفضل علينا بفتح باب عزيزى القارئ لنشر أعمال الهواة فى ( كوكتيل 2000 ) وكنت فى الصف الثانى الثانوى حين أرسلت له مقالا بعنوان ( أغرب القضايا ) ويئست من الانتظار عامين كاملين وفوجئت به ينشره وأنا فى عامى الجامعى الأول ..




 كان أول موضوع أنشره فى حياتى وقد ذيله هو بمديح لى يفوق الوصف ونشر عنوانى معه فانهالت علىّ الرسائل من مختلف المحافظات ، بل والدول بلا مبالغة ودخلت بفضل هذا المقال عالم المراسلة الرحيب فراسلت الكثير من الأصدقاء من القاهرة والبحيرة والشرقية والإسماعيلية ورشيد وغيرها وصديقا من دولة المغرب وخرجت من بين هؤلاء بصديقة المراسلة الغالية ( هالة شريف ) التى تحدثت عنها فى بوست سابق وظللنا ننسب إليه فضل تعارفنا ..ثم نشر لى رأيا مطولا فى دراسة بعنوان ( المرأة مشكلة صنعها الرجل ) ثم قصتى القصيرة ( تحت العجلات ) وفى كل مرة كان يصفنى بالتميز حتى اتهمه القراء بالتحيز لى وبأنه يعرفنى شخصيا ، فقررت أن أحاول معرفته بالفعل واتصلت بالمؤسسة عشرات المرات حتى حصلت على رقم منزله واتصلت به واتفقنا على اللقاء فى القاهرة .. كنت فى عامى الجامعى الأول أو الثانى لا أذكر ، وكانت زيارتى الأولى للقاهرة كلها .. التقينا فى المنطقة الصناعية بالعباسية حيث كانت مطابع المؤسسة .. جلسنا فى مكتب صغير هناك وكان المكان بسيطا وغير مرتب ربما ، تفوح منه رائحة الأحبار والأوراق ويا لها من رائحة عطرة بالنسبة لمبتدئ مثلى وقتها .. هو إنسان بسيط متواضع يتعامل بتلقائية وبلا أدنى تكلف .. أشعرنى باهتمامه بى وبأعمالى وأعطيته مزيدا منها فطالعها بسرعة قائلا إنها تصلح كلها للنشر بلا مراجعة .. حدثنى عن نفسه وبداياته والتحاقه بالمؤسسة عن طريق مسابقة وعن علاقته بالمخابرات وتركه للطب .. قام بتوصيلى بسيارته البيجو الزرقاء وقتها إلى محطة القطار وقد ترك بداخلى امتنانا بلا حدود تجاهه ومحبة لشخصه الكريم أكثر منه ككاتب .. بعدها نشر لى أعمالا أخرى وكنت عندئذ أنشر فى كبريات المجلات الأدبية والجرائد كإبداع والثقافة الجديدة وسطور والهلال وأخبار الأدب والأهرام المسائى وغيرها ، لكننى ظللت أسعد بنشره أى عمل لى فى كوكتيل 2000 ولست أذكر فى الحقيقة سبب لقائنا الثانى على وجه التحديد ولكن كان موعدنا يوم الأحد موعد لقائه الأسبوعى بالأصدقاء فى مكتب المؤسسة الجديد فى منطقة روكسى .. وصلت فى الموعد المحدد لأجد المكتب مغلقا وورقة على الباب يعتذر فيها عن الموعد لجميع الأصدقاء لظروف طارئة ولكنه ذيل الورقة بقوله إن على الصديق إيهاب رضوان الاتصال به حالا للضرورة .. اتصلت به فطلب مجيئى للمنزل لأن لديه طارئا فشكرته لاهتمامه لكنه أصر على مجيئى ووصف لى العنوان وكان قريبا جدا من المكتب لكننى بالطبع ظللت قرابة الساعة أبحث عن المنزل وقد حدثتكم من قبل عن ذاكرتى المكانية اللعينة .. وجدته ينتظرنى فى شرفة المنزل فشعرت أننى تلميذ تائه فى يومه الدراسى الأول .. هذه المرة كان المكان فخما للغاية فالشقة مليئة بالتحف والذوق الرائع .. قال إن زوجته أصيبت بإغماء مفاجئ واضطر لإلغاء مواعيده .. حاولت الاستئذان حين عرفت ذلك لكنه بأدبه الجم أجلسنى .. لم نتحدث طويلا هذه المرة ومن الأشياء الطريفة التى لم أنساها يومها ، أنه قدم لى كأسا من الكوكاكولا وشربته وبشكل تلقائى تركت رشفة واحدة به كعادتنا غالبا فتساءل لماذا تركتها ؟ .. أجبته : لا أعرف .. وحدثنى عن الكثير من العادات التى نفعلها دون أن نعرف وحدثته عن نفسى قليلا ومضيت ..

كان نجمه قد لمع كثيرا وأصبح من مشاهير الكتاب فكتب لمجلة الشباب وغيرها كثيرا من المجلات العربية وبدأ الإعلام يسلط الضوء عليه وكان هذا يفرحنى بالطبع ..  بعدها اختارغاليتى ( التوت المحروق ) كأفضل عمل وقال إنها أفضل قصة قرأها لأديب شاب منذ عشر سنوات والحقيقة أننى وددت لو قال طوال حياته ، لكننى بالطبع سعدت بجائزة أوسكار رجل المستحيل التى منحنى إياها رغم أنه لم ينشر القصة لأنه توقع تعليقات بعض صغار السن من قرائه وانزعاجهم من موضوع القصة وضرب لى مثلا حدث من قبل لذلك فلم يرد إثارة زوبعة بلا سبب واكتفى بمدح قصتى ومنحها الجائزة وكان هذا يعنى لقاءنا الثالث والأخير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يومها رفع يدى عاليا بين المتجمهرين حولنا من القراء والفائزين قائلا : يا جماعة أنا معايا كاتب قصة قنبلة ..


وعرفنى وقدم لى الجائزة ، وبعدها تأبط  ذراعى بتلقائية من بين الجميع وسرنا معا داخل المعرض لنتحدث .. كانت هذه آخر مرة نلتقى ، بعدها لمع اسمى أو كاد فى كثير من المجلات الأدبية وفزت فى العديد من المسابقات ، ثم حدث ما حدث من توقفى عن الكتابة وانعزالى ، بينما كنت أتابع أخباره وأشاهده فى وسائل الإعلام المختلفة وسعدت كثيرا عندما رأيت اسمه كاتبا لسيناريو بعض الأفلام والمسلسلات للسينما والتليفزيون وعندما علمت بمرضه الأخير اتصلت به ولكن كان الرقم قد تغير ، ثم حصلت على الرقم الحالى وبعثت له رسالة موبايل متمنيا له الشفاء  .. ورغم أنه لم يرد إلا أننى لا زلت أسأل عنه بعض المقربين ممن يرونه ولا زلت أحمل له كل الامتنان والعرفان كإنسان رائع وككاتب كان له تأثير بالغ علىّ فى فترة ما .. نشر لى 5 مرات واختار عملى كأفضل عمل 3 مرات وبفضله اكتسبت صداقات عديدة ظلت خالدة لسنوات أرجو ألا تنقضى .. فإليه كل التحية والإعزاز وأتمنى أن يرى مدونتى ذات يوم .. فربما لا يزال يذكرنى .. 

هناك 8 تعليقات:

Unknown يقول...

كل سنة و أنت طيب رمضان كريم مؤلف معروف طبعا بس الحقيقة ما قرأتلوش قبل كده

لكن كلامك عنه واضح أنه مؤلف ترك فيك بصمة

Unknown يقول...

لكل أحبائي المدونين أرجوا زيارتي للتعرف علي تفاصيل أفطار جماعي علي هامش مدونتي أو البوست السابق لي

Walaa Elshamloul يقول...

الرجل يستحق أكثر من مقال فعلا يا ايهاب
لقد اثر ليس فى جيل واحد بل اجيال
لمسة امتنان نبيلة هذه منك

غير معرف يقول...

نبيل فاروق سيظل هو اول من قرأنا له

بحق يجب ان نحترم هذا الرجل

تحياتي استاذي :)

عزيـــــــــــــز المصرى يقول...

سلام عليكم
أستاذنا ايهاب باشا ..
موضوع رائع عن دكتور نبيل .. ذكرنى بتلك الأيام التى كان أجمل ما يحدث لى فيها أن أجد عددا جديدا من السلاسل التى يكتبها .. كنت متابعا بالطبع لكوكتيل وبانوراما وكان باب عزيزى القاريء دائما هو ما ابدأ به لكنى كثيرا ما كنت اتجاهل الجزء الخاص بأعمال الأصدقاء!! ورغم هذا فانا أذكر كل أعمالك التى نشرت هناك !! .. أما عن الدكتور نفسه فهو الشخص الأكثر تأثيرا فى حياتى ..وحتى الآن لم أعرف تماما هل كان تاثيرا جيدا أم سيئا .. ربما تأتى لحظة اتمنى لو لم اكن قرأت شيئا له .. لكن الواقع يقول أننى قرات له (وحده) لفترات طويلة جدا فكان من الطبيعى أن يكون له مثل هذا التأثير علىّ .. قابلته مرتين أيضا .. مرة فى المعرض منذ عامين والاخرى فى الإفطار الجماعى لدار ليلى .. وفى المرتين وجدت شخصا مختلفا عن الذى توقعته .. سالته سؤالا فى الإفطار الجماعى وعلى إنفراد فكانت إجابته .. احم .. صادمة بعض الشيء رغم بديهيتها .. لكن أعتقد أن تأثيره كذلك لم يخلُ من الحسنات وإلا كانت كارثة!
اييييييييه .. هذا الرجل تحول بالنسبة لى الى أب روحى رغم انفى ومن الطبيعى أن انقده مثل أى أبن يتطلع الى ابيه بنظرة مختلفة عما كان ينظر بها اليه فى طفولته لكنه لا ينس انه اباه الذى يحبه ويحترمه رغم كل شيء ..
وبالتاكيد هو يستحق تحية أجلال وتقدير بعد كل تلك السنوات التى قرأته فيها ..
وتحية لك كذلك على موضوعك وذكرياتك العذبة
سلام عليكم

Ana يقول...

شكرا عزيزى عزيز المصرى لتواجدك وكلماتك ، تمنيت لو تقرأ موضوع فؤاد حجازى أيضا فالرجل أعمق بالتأكيد والموضوع نفسه أجمل .. تحياتى .

gigi يقول...

لااعلم ماهو سر عدم ممارستك للكاتبه بالضبط لكن حتي الخالد جبران في رساله له بالكاتبه مي زياده يعتب علي نفسه انه تسرع واخرج للنور كل هذه الثرثره علي حد قوله طبعا ويقول متسائلا انه لماذا لم يصمت ليخرج للنور عملا واحدا جديرا للنشر واعتقد ان فترة صمتك هذه ستتبعها سيلا من الاعمال الرائعه والخالده هي فقط لحظة التقاط انفاس ليبدأ العمل جديرا ومهيبا ورائعا مثلك انت ايهاب شكرا

Ana يقول...

العزيزة gigi
لست أعرف لماذا توقفت أيضا فالأسباب عديدة وقديمة ولكننى العام الماضى كتبت ثلاث قصص جديدة تجدينها هنا فى المدونة وهى العهد الجديد وانفلات الروح والفانوس السحرى وظننت بعدها أن سيل الكتابة سينهمر كما تقولين لكن هذا لم يحدث باستثناء كتاباتى هنا فى المدونة ولعل السبب توقفى شبه الكامل عن القراءة وحالة الركود المنتشرة حولنا على الصعيد العام ..
على أية حال جزيل امتنانى لكلماتك ولعل الله يستجيب لدعائك .دمت بخير .